نددت دمشق، أمس الجمعة، بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن ضرورة الاعتراف بسيادة «إسرائيل» على مرتفعات الجولان التي احتلتها من سوريا خلال حرب 1967 باعتباره «انتهاكاً سافراً» للقرارات الدولية، وأكدت عزم سوريا على تحرير المنطقة «بكل الوسائل المتاحة»، كما لقي موقف ترامب إدانات عربية ودولية واسعة، فيما حذرت تركيا وروسيا من تداعياته.ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، أن «الموقف الأمريكي تجاه الجولان السوري المحتل يعبر بكل وضوح، عن ازدراء الولايات المتحدة للشرعية الدولية وانتهاكها السافر لقراراتها». ورأى المصدر «أن الولايات المتحدة بسياساتها الرعناء التي تحكمها عقلية الهيمنة والغطرسة، باتت تمثل العامل الأساس في توتير الأوضاع على الساحة الدولية، وتهديد السلم والاستقرار الدوليين»، داعياً «دول العالم إلى وضع حد للصلف الأمريكي وإعادة الاعتبار للشرعية الدولية، والحفاظ على السلم والأمن والاستقرار في العالم».وفي موقف مشترك، أعلنت المعارضة السورية إدانتها لموقف ترامب. وذكرت هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة في بيان «أن هذا الموقف سيزيد من تعقيد الأوضاع في منطقتنا، ويقوض كل فرص الاستقرار والسلام، وسيحرض على مزيد من الحروب والدمار».وأكد الاتحاد الأوروبي أمس، أنه لا يعترف بسيادة «إسرائيل» على هضبة الجولان، وقالت متحدثة باسم الاتحاد: «موقف الاتحاد الأوروبي لم يتغير. الاتحاد الأوروبي لا يعترف كما يتماشى مع القانون الدولي بسيادة «إسرائيل» على الأراضي التي تحتلها منذ يونيو 1967، بما فيها هضبة الجولان، ولا يعتبرها جزءاً من السيادة الإسرائيلية».وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، أمس: «موقف الاتحاد الأوربي معروف جيداً ولم يتغير». ولا يعترف الاتحاد الأوروبي بسيادة «إسرائيل» على الجولان.وقالت وزارة الخارجية البريطانية: «ننظر إلى مرتفعات الجولان كأرض محتلة من قبل إسرائيل حيث يحظر القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة ضم الأراضي بالقوة. لم نعترف بضم إسرائيل للجولان عام 1981، وليس لدينا نية لتغيير موقفنا».وفي موسكو، اعتبر الكرملين «أن دعوات كهذه من شأنها زعزعة استقرار الوضع بشكل كبير.. في الشرق الأوسط» قبل أن يضيف: «إنها مجرد دعوة الآن، دعونا نأمل أن تبقى كذلك». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، إن تغيير صفة مرتفعات الجولان، التفاف على مجلس الأمن وانتهاك مباشر للقرارات الأممية. وأضافت: «روسيا الاتحادية كما تعلمون، تتخذ موقفاً مبدئياً من مسألة ملكية الجمهورية العربية السورية لمرتفعات الجولان. هذا مؤكد في القرار 497 لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة للعام 1981. كما يبقى تقييمنا للقرار «الإسرائيلي» ذي الطابع غير القانوني، ببسط سيادتها على مرتفعات الجولان، والذي اتخذ كقانون أساسي في العام 1981».وتابعت زاخاروفا: «تغيير وضع مرتفعات الجولان بالالتفاف على مجلس الأمن، يعتبر انتهاكاً مباشراً لقرار الأمم المتحدة». وأعلنت الخارجية الفرنسية، أمس، أن الاعتراف بسيادة «إسرائيل» على مرتفعات الجولان، وفق ما قال الرئيس ترامب: «سيكون مخالفاً للقانون الدولي». وذكّرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان صادر عن المتحدث باسمها، بأن «الجولان أرض محتلة من قبل «إسرائيل» منذ 1967. وفرنسا لا تعترف بالضم «الإسرائيلي» عام 1981».وأضاف البيان: «تم الإقرار بأن هذا الوضع باطل ولاغٍ في عدة قرارات لمجلس الأمن، وبالأخص القرار 497 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وقالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية، أمس، إن هضبة الجولان أرض سورية تحتلها «إسرائيل»، وذلك رداً على سؤال يتعلق بتصريحات ترامب. وقالت المتحدثة أولريكه ديمر: «تغيير الحدود الوطنية لا بد أن يكون عبر وسائل سلمية بين جميع الأطراف المعنية». وأضافت: «ترفض الحكومة الخطوات الأحادية». (وكالات)
مشاركة :