نيوزيلندا ترفع الآذان وتقف في صمت في أول جمعة بعد مذبحة كرايست تشيرش

  • 3/23/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كرايست تشيرش - (أ ف ب): رُفع الآذان في ارجاء نيوزيلندا أمس الجمعة في إجراء استثنائي اعقبه الوقوف دقيقتي صمت في ذكرى مرور أسبوع على مقتل 50 مسلما في مذبحة نفّذها متطرف يؤمن بتفوّق العرق الأبيض في مسجدين في مدينة كرايست تشيرش. ومع إذاعة الآذان في ارجاء البلاد، وقف الآلاف، من بينهم رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن والناجون المصابون، في حديقة قبالة المسجد الذي بدأت فيه المذبحة المروعة. ولا تزال الجزيرة الصغيرة الهادئة مصدومة على وقع الاعتداء الدامي الذي نفّذه الأسترالي برينتون تارنت البالغ 28 عاما والذي سعى للترويج لحرب طائفية من خلال اعتدائه. لكن النيوزيلنديين تفاعلوا مع الاعتداء بالتعبير عن المحبة والتضامن مع اعضاء الطائفة المسلمة الصغيرة، واحتضن الكثير جيرانهم المسلمين أمس الجمعة في مشاهد مؤثرة في عدد من مدن البلد الواقع في جنوب المحيط الهادي. كما شارك عدد من السكان الأصليين من قبائل الماوري بملابسهم التقليدية في مراسم التأبين أمس الجمعة. ورفع مؤذن يعتمر غطاء أبيض للرأس الآذان الساعة الـ1:30 ظهرا بالتوقيت المحلي (00:30 بتوقيت جرينتش)، فيما كان آلاف المحتشدين في حديقة هاغلي أمام مسجد النور ينصتون لكلمات «الله أكبر» التي تدوي في المكان. أعقب ذلك دقيقتا صمت في أنحاء البلاد، مع تنظيم تجمعات عامة في مدن أوكلاند وويلنغتون ومدن اخرى. وفي أستراليا المجاورة، وقف الناس في الشوارع والمحال تكريما لضحايا الاعتداء. وأدان إمام مسجد النور جمال فودة الذي وقف خلف منصة في الحديقة «الآيديولوجية الشريرة لتفوق العرق الابيض»، وأشاد بدعم النيوزيلنديين لطائفته المكلومة. وقال فودة: «نظرت ووجدت الحب والعاطفة في أعين آلاف النيوزيلنديين والبشر في ارجاء العالم». وتابع أنّ «الإرهابي سعى لتمزيق أمتنا بآيدلوجية شريرة... لكن عوضا عن ذلك أظهرنا أن نيوزيلندا لا يمكن كسرها». ولا يزال مسجد النور المنكوب مغلقا؛ إذ يقوم عمال بتصليح جدرانه المنخورة بالرصاص وتنظيف أرضيته الملطخة بالدماء. وبعد إقامة الصلاة، اقترب غير المسلمين من المسجد ووضعوا باقات الزهور واحتضنوا والتقطوا صور سيلفي مع المسلمين. وأذاعت شبكات التلفزيون والإذاعة والمواقع الإخبارية الإلكترونية إجراءات الحداد الوطني ودقيقتي الصمت. ونشرت كبرى الصحف في نيوزيلندا تكريما خاصا للضحايا، وخرجت الصفحة الأولى لصحيفة كرايست تشيريش اليومية بكلمة سلام باللغة العربية وأسماء الضحايا الخمسين. وقال رئيس اتحاد الروابط الإسلامية في نيوزيلندا مصطفى فاروق معلنا بداية الصلاة: «نحن سعداء للغاية بأن هذه الصلاة ستذاع للعالم كله حتى يتمكن كل شخص من أن يكون جزءا منها». وارتدت العديد من النساء في ارجاء البلاد غطاءً للرأس تضامنا مع المسلمات. وقالت كريستي ويلكنسون التي حضرت إلى هاغلي بارك مع صديقتين وقد وضعن غطاء رأس رمزيا: «يمكنني أن اخلع الحجاب إذا شعرت بالخوف، هن (المسلمات) لا يستطعن». وتابعت: «الرسالة التي أريد ان أوجهها هي أنّ الكراهية ليس بوسعها أن تفوز».

مشاركة :