تحاول إيران الالتفاف على العقوبات الأمريكية بكل الطرق، وآخرها لجوؤها لتزوير وثائق لتمرير شحنات نفط، حيث حمَّلت اثنتين منهما إلى آسيا على ناقلات تحمل وثائق مزورة، زعمت بها طهران أن الشحنات عراقية المصدر على خلاف الحقيقة. ورغم المحاولات الإيران لتصدير النفط من خلال «تزوير الوثائق»، لا تزال العقوبات الأمريكية المقررة عليها الأقوى في تاريخها، بينما تحاول طهران إثبات قدرتها على المراوغة وتنفيذ تهديدات رئيسها حسن روحاني، بتصريحات قال خلالها، إن بلاده مستمرة في تصدير النفط، وفقًا لوكالة رويترز. الوثائق (التي اطلعت عليها رويترز) ذهبت إلى أن ناقلة النفط «Grace 1»، تتولى إدارتها شركة شحن سنغافورية وتحمل علم بنما، بينما نقلت الوقود من البصرة إلى وجهات (غير عربية) خلال الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر الماضي، وعلى الرغم من نفي ذلك من قبل مصادر عراقية معنية بمجال النفط، وميناء البصرة، إلا أن إيقاف نظام التعرّف الآليّ لناقلة Grace 1 في الفترة بين 30 نوفمبر و14 ديسمبر، الماضيين، لضمان عدم تتبع موقعها، يطرح مزيدًا من الشكوك بشأن «المراوغات الإيرانية» لخرق العقوبات. وأظهر تقرير (موثق) لرويترز، أن الشاحنة «Grace 1» كانت ترسو على مقربة من الميناء الإيراني، لشحن ونقل 284 ألف طنّ وقود، تصل قيمته إلى 120 مليون دولار، وقد تم تصديرها إلى سنغافورا في فبراير الماضي، الأمر الذي لم تعلّق عليه سلطات الجمارك السنغافورية. كان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد لوّح بخرق العقوبات الأمريكية على بلاده بشأن منعها من تصدير النفط بالقول: «العقوبات الأمريكية على إيران جزء من حرب نفسية تشنّها واشنطن علينا، سنواصل تصدير النفط». إلى ذلك تظلّ العقوبات الأمريكية على طهران مدعومة من مختلف دول المنطقة، على خلفية تدخلات إيران في دول الجوار، وتهديدها للسلم والأمن الإقليمي والدولي، فضلًا عن تقديمها الدعم لجماعات خارج القانون الدولي وعلى رأسها مليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن، وحزب الله اللبناني، الذي علّق وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على تمثيله بالحكومة اللبنانية بقوله: «إن نجاح لبنان يعتمد على مطالبة شعبه بألا تسيطر منظمة إرهابية على حكومته، وألا تقود السياسات وتسبب خطرًا لبلدهم أيضًا».
مشاركة :