مرصد الإفتاء يؤكد ضرورة المواجهة الفكرية للمتطرفين بعد هزيمة داعش

  • 3/23/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية: إن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية القضاء على "داعش" بشكل كامل في سوريا يضعنا أمام تحدٍّ أكثر صعوبة وأطول أمدًا وهو المواجهة الفكرية والأيديولوجية للتنظيم الإرهابي الأعنف في العصر الحديث، خاصة أن استرداد كافة الأراضي التي سيطر عليها يومًا ما لا يعني بالضرورة عدم وجود عناصر كامنة للتنظيم في الداخل السوري، أو على أقل تقدير وجود متعاطفين معه ومناصرين له.وأضاف المرصد، فى بيان له اليوم السبت: أن المواجهة الفكرية والأيديولوجية تعني دحض أفكار التنظيم ومنهجه الإرهابي على نطاقات واسعة وفي كافة الربوع التي وصل إليها التنظيم، حيث تتناول تلك المواجهة الفكرية الأبعاد التالية، تفكيك أفكاره وشعاراته الكبرى التي شكلت مسوغ وجوده وانتشاره، فضح ممارساته الإجرامية عن طريق عرضها على ميزان الشرع الشريف، تحصين المجتمعات من دعايته السوداء ومداخله الخبيثة، إكساب المجتمعات القيم المناهضة للعنف والتطرف وقبول الاختلاف والتعددية والتنوع، الاعتقاد بأن حب الأوطان والحفاظ عليها من أعلى مراتب الإيمان.ولفت البيان إلى أن، وجود الكثير من الشواهد والمؤشرات على بقاء فكر الدواعش في المناطق المحررة وخارجها، وقد رصد المرصد العديد من الأصوات الداعشية الداعية إلى إعداد العدة من جديد والعودة مرة أخرى للقتال، حيث ورد في أحد إصدارات التنظيم تحت عنوان "باغوز الثبات" تصريح لأحد عناصر التنظيم التي خرجت من الباغوز بأنها إنما خرجت كي "تربي جيلًا جديدًا يقود المجاهدين"، على حد وصفها، الأمر الذي يؤكد أن هزيمة داعش العسكرية لا تعني هزيمته الفكرية، وإنما تعني أننا أمام مسار خطير وشاق لتجفيف منابع التشدد والتطرف في مناطق عدة دخلها فكر التنظيم الخبيث.وشدد المرصد على أن المواجهة الفكرية لا بد أن تشمل خطابات معدَّة وموجَّهة لفئات بعينها، أهمها: البيئات الحاضنة للفكر الداعشي والمساندة له، الأفراد والجماعات التي شهدت سيطرة التنظيم على قراهم ومدنهم، وعمل بعضهم لدى التنظيم في الأعمال الإدارية والتنظيمية البعيدة عن القتال والعنف، زوجات العناصر الداعشية وأبناؤهم، الأطفال الذين عايشوا مشاهد عنف وقتل وسفك للدماء أثناء فترة سيطرة التنظيم.وأكد المرصد أن المواجهة الفكرية لا تقل بحال عن المواجهة العسكرية، بل أنها – أي المواجهة الفكرية – تتطلب جهدًا أكبر واستراتيجيات طويلة المدى تطبق على الكثير من الفئات المستهدفة لضمان القضاء على كافة مبررات الظهور الداعشي مرة أخرى، وإيجاد حاضنة بديلة دافعة نحو العمران والسلام والحضارة، ورافضة لكل أفكار العنف والقتل واستباحة الأموال والأعراض والأنفس.

مشاركة :