لم تمنع اللهجة القوية من جانب الزعماء الفرنسيين أصحاب السترات الصفراء من التظاهر في باريس وباقي المدن الفرنسية أمس السبت. واعتقل حوالي 21 شخصًا في العاصمة، وفقًا لإذاعة فرانس انفو، مضيفة أن المدينة شهدت عددًا من التظاهرات المتفرقة. كما وردت تقارير عن حدوث اعتقالات في مدينة نيس جنوب فرنسا. واحتجاجات حركة السترات الصفراء، والتي في البداية تركزت على زيادة أسعار الوقود ولكن منذ ذلك الوقت اتسعت معارضتها للحكومة خلال الاسابيع ألـ 19 الماضية. وكانت احتجاجات أمس السبت الماضي شهدت أعمال عنف خطيرة، مما دفع السلطات الفرنسية إلى منع التظاهر في شارع الشانزليزيه الشهير ومناطق أخرى للحيلولة دون وقوع المزيد من حوادث العنف والنهب. ولأول مرة، تنشر السلطات الفرنسية جنودًا من فرقة «سنتينال» لمكافحة الإرهاب بغرض حماية المباني والميادين وتخفيف العبء عن الشرطة. وأمرت الحكومة، التي قالت هذا الأسبوع إنها ستكون حاسمة، الشرطة بتفريق أي تجمعات في المناطق المحظورة. وشدد الوزراء من حدة خطاباتهم، واصفين مرارًا جميع هؤلاء الذين تورطوا في مظاهرات الأسبوع الماضي في شارع «الشانزليزيه» بأنهم «مثيرو شغب» وليسوا متظاهرين. وتم استدعاء الجيش لحراسة مباني الحكومة وتعبئة قوات الشرطة والجيش للتعامل مع الاضطرابات، وهي خطوة أدانتها المعارضة ووصفتها بأنها خطيرة. واليوم السبت هو مطلع الأسبوع الـ19 على التوالي لمظاهرات حركة «السترات الصفراء» التي كانت سلمية بالأساس في الكثير من البلدات الأصغر لكنها تحولت مرارًا إلى اشتباكات مع قوات الأمن في باريس ومدن أخرى. وتعتزم حكومة الرئيس ماكرون المنتمية إلى تيار الوسط إعادة التأكيد على سيطرتها على الوضع، بعد نشوب أعمال العنف والنهب في الشانزليزيه الأسبوع الماضي، وتعهدت بتفريق أي احتجاجات تتحدى الحظر على الفور.
مشاركة :