ارتفعت أصوات الفلاحين وسط الفريج التراثي، وهم يرددون أهازيج «دق الحب»، معلنين بذلك موسم حصاد الرز الحساوي، في مشهد جسده مهرجان الأحساء المبدعة للحرف اليدوية والفنون الشعبية، الذي تقيمه أمانة الأحساء ضمن موسم الشرقية 2019 «الشرقية ثقافة وطاقة»، والذي يأتي ضمن أهدافه إبراز المخزون الثقافي والتراثي للمنطقة والمحافظة عليه.وتعتبر مهنة «دق الحب» من المهن القديمة عبر تاريخ الزراعة في الأحساء، وقد عرفها الإنسان القديم، في مواسم الحصاد، وفصل البذور عن السنابل التي كانت تستخدم في إنتاج الرز الحساوي الأحمر، وتعمل بطريقة جماعية، والتي ارتبطت بعدد من الأغاني والأهازيج الشعبية المختلفة، واستمرت الأغاني المرتبطة بها وتحولت إلى فنون شعبية.وجذبت أشكال المزارعين بلباس المزارع الشعبي المتعارف عليه قديما في الأحساء، وهم يحملون في أياديهم العصي المصنوعة من جريد النخل، ويضعون أمامهم كومة من الحصاد، متحلقين حولها بالدوران عليها أثناء النشيد ودق الحب، الزوار من كل حدب وصوب. وتحدث المزارع علي البراهيم عن «دق الحب» بقوله: «قديما كانت الأحساء تنتج كميات كبيرة من الرز الحساوي، ولا توجد حينها مكائن أو آليات لفصل الرز عن سنابله، الذي يأخذ من الجهد والتعب الكثير، لذلك كان المزارعون قديما يقومون بتجميع الرز بعد نشره تحت أشعة الشمس، ليوضع في مكان يسمى (القوع) وضربه بالعصي المصنوعة من جريد النخل، ولأجل الخروج من الملل والتعب، كانوا يرفعون همتهم وينشدون الأغاني والأهازيج في صورة تعبر عن فرحتهم بالموسم».وتابع البراهيم الحديث: «بعد ذلك تتم عملية التذرية باستخدام اليدين أو المناسف، بعدها يتم جمع المحصول من الرز الحساوي في أكياس ويحفظ».
مشاركة :