باريس – الوكالات: انضمت قوات الجيش الفرنسي إلى الشرطة أمس في باريس للتعامل مع احتجاجات «السترات الصفراء». وسار المتظاهرون بهدوء في باريس ومدن فرنسية عدة للسبت التاسع عشر على التوالي، مع تجنبهم جادة الشانزليزيه التي منعوا من التوجه إليها، وسط تدابير أمنية مشددة. وبلغ عدد المتظاهرين في السبت التاسع عشر على التوالي عند الثانية بعد الظهر ثمانية آلاف متظاهر، بينهم 3100 في باريس، بحسب وزارة الداخلية. وفي الساعة نفسها السبت الماضي، كان العدد 14500 في مختلف أنحاء فرنسا، بينهم عشرة آلاف في باريس التي شهدت أعمال نهب وتخريب في الشانزليزيه. ولم يتردد الرئيس إيمانويل ماكرون والحكومة عن اللجوء إلى سبل لمنع تكرار أعمال العنف. وتبعًا لذلك، تم منع التظاهرات في الأماكن الرمزية ضمن 15 مدينة، فيما طلب من الجيش حماية بعض المواقع ليتفرغ عناصر الشرطة للحفاظ على النظام. وفي العاصمة، انتشرت آليات عدة تابعة للشرطة، ومدرعات وعربات بمدافع مياه في الشانزيليزيه التي أدت أعمال العنف الأخيرة فيها إلى وضع الحكومة تحت الضغط. وتراجع «السترات الصفر» إلى ساحة «دنفر روشرو» جنوب باريس قبل التوجه بعد الظهر إلى «ساكريه كور» (شمال) وسط هتافات «ماكرون استقالة»، كما قال صحفي في فرانس برس. ووعدت الحكومة بـ«التشدد» بعدما نفذت هذا الأسبوع تغييرات في أعلى هرم الشرطة التي اعتُبرت مسؤولة عن «الخلل» الذي شاب التظاهرة الـ18. وحذرت وزيرة العدل نيكول بيلوبيه «سنكون بلا رحمة مع المخربين». وبعيد الظهر، كان 51 شخصا قد اعتقلوا في باريس، وتم استجوب 29 آخرين لتظاهرهم في مساحة ممنوعة، كما جرت 4.700 عملية تفتيش وقائية، بحسب ما ذكرت الشرطة. وفي الصباح، حاول عشرات الأشخاص في نيس (جنوب شرق) التي تتحضر لاستضافة الرئيس الصيني تشي جينبينغ، تحدي الحظر المفروض على التظاهر في ساحة «غاريبالدي» الواسعة والرمزية في المدينة المتوسطية، ولكن سرعان ما طوقتهم قوات الأمن. وقالت الشرطة إن ستة أشخاص أوقفوا، فيما أصيبت متظاهرة في هذه المدينة التي تترقب زيارة الرئيسين الصيني والفرنسي الأحد والاثنين. وفي تولوز (جنوب غرب)، تظاهر بضعة آلاف في وسط المدينة مرددين «نحن هنا حتى لو لم يرغب ماكرون»، غير أنهم ظلوا خارج ساحة «كابيتول» التاريخية التي منعت فيها السلطات المحلية أي تجمع حتى العاشرة مساء. وبحسب السلطات، شارك السبت الماضي 32 ألف متظاهر من «السترات الصفر»، بينهم عشرة آلاف في باريس، وهو رقم يشكك فيه الحراك الذي قال من جهته إن 230.766 شخصا شاركوا. ولا يظهر أي مخرج للأزمة رغم أن تأييد الرأي العام لـ«السترات الصفر» في انخفاض شديد (تراجع بثماني نقاط منذ أعمال العنف السبت). وتحوّل هذا الحراك الذي بدأ في نوفمبر نتيجة استياء من الوضعين الاجتماعي والمالي، إلى احتجاج متعدد الأوجه يفتقد إلى قيادات تمثيلية، ولم يخفت مع إطلاق إيمانويل ماكرون «النقاش الوطني الكبير» في محاولة للإجابة على تطلعات الفرنسيين. والأسبوع الماضي، اختتم هذا النقاش الكبير الذي تخلله انعقاد أكثر من عشرة آلاف جلسة في مختلف أنحاء البلاد، تناولت محاور متنوعة مثل القدرة الشرائية، العبء الضريبي، الصحة، الثقافة، أو التربية، وبات يجب على الحكومة صوغ مقترحات.
مشاركة :