الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بدحر من بقي من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية بعد سقوط خلافته التي عمرت 5 أعوام. وجاء تصريح ترامب بعدما رفعت المليشيا الكردية المدعومة أمريكيا راية النصر في مدينة الباغوز أخر معاقل التنظيم في سوريا. وتعهد ترامب بمواصلة قتال التنظيم "حتى القضاء عليه نهائيا أينما كان". وعلى الرغم من اندحاره في سوريا والعراق، لا يزال التنظيم في العديد من الدول منها نيجيريا والفلبين. وكان التنظيم في أوجه يسيطر على 88 ألف كيلومتر مربع في دولتين. وبعد 5 أعوام من القتال دحرت جماعات مسلحة محلية، مدعومة من الغرب، على التنظيم وحاصرته في مساحة ضيقة على الحدود السورية العراقية. ماهي خطة ترامب إزاء التنظيم؟ جاء في بيان أصدره البيت الأبيض أن الولايات المتحدة "ستواصل التعاون مع شركائها في قتال تنظيم الدولة الإسلامية حتى القضاء عليه نهائيا". وأضاف البيان أن الولايات المتحدة ستدافع عن المصالح الأمريكية متى كان ذلك ضروريا وفي أي مكان. ودعا الشباب الذي يصدق دعاية التنظيم على الانترنت إلى "التفكير في الحياة". كيف تمت العملية الأخيرة؟ شنت قوات سوريا الديمقراطية هجومها في مارس/ آذار على من بقي من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية المتحصنين في الباغوز تعطلت العملية العسكرية بعد أن تبين أن أعدادا كبيرة من المدنيين موجودون في المدينة المحاصرة. هرب آلاف المدنيين بينهم أطفال ونساء وأجانب من المعارك وتوجهوا إلى مخيمات اللاجئين. وهرب الكثير من المسلحين أيضا، لكن الذين بقوا أظهروا مقاومة شرسة. لماذا لا تزال هناك مخاوف من التنظيم؟ نشأ تنظيم الدولة الإسلامية من تنظيم القاعدة في العراق في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للبلاد عام 2003. انضم إلى التظاهرات ضد الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011. وبحلول عام 2014، استولى على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا وأعلن "دولة الخلافة". فرض التنظيم حكمه على ما يقرب من ثمانية ملايين شخص، وحصل على مليارات الدولارات من بيع النفط والابتزاز والسرقة والخطف، متخذاً من أراضيه منصة لشن هجمات في الخارج. يُعد سقوط باغوز لحظة فارقة في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت انتصارها على مسلحي التنظيم في العراق عام 2017. لكن هزيمة التنظيم تكاد تكون بعيدة. إذ يُقَدِرُ المسؤولون الأمريكيون أتباع التنظيم بـ 15 إلى 20 ألف مسلح، ينشطون في المنطقة، ويشكل أغلبهم خلايا نائمة تحاول استجماع قواها وبناء نفسها مرة اخرى. وتحدى التنظيم من يحاربونه في تسجيل بصوت الناطق الرسمي باسمه، أبو حسن المهاجر، مؤكدًا أن الخلافة لم تنتهِ بعد. على الرغم من الهزيمة التي لحقت به في باغوز. ولا يزال مكان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، غير معروف حتى الآن، لكنه استطاع تجنب الاعتقال أو القتل، على الرغم من قلة الأماكن التي يمكنه الاختباء فيها.
مشاركة :