«تويتر».. مدونات شعرية سريعة الذوبان

  • 3/24/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حمل عصر ثورة المعلومات والتمازج العالمي في قرية كونية صغيرة، نقلة نوعية في الفكر والتفكير والنشر والانتشار، أصبح من السهل وصول الفكر والشعر ‏والرأي في مدونات من اليسير إنشاؤها، ليصل للمتلقي سريعاً بلا ‏قيود، بإمكان أي إنسان أن يدون ما عنده في ‏ثوانٍ خصوصاً مع الانتشار الهائل والشعبية الجارفة لمنصة ‏التدوينات الخاصة بتويتر. قضية نشر الشعراء لقصائدهم في «تويتر» وما لها وما عليها ناقشتها‏ (الرياض) مع عدد من المختصين عبر طرح عدد من التساؤلات التي تكشف جوانبها المختلفة.. فخ الجماهيرية قالت الكاتبة والناقدة الدكتورة ميساء خواجة، أن النشر في تويتر أصبح من السهولة بمكان ومن ثم اختلط فيه الجيد بالسيء، فقد يتوهم الناشر أنه مبدع وكاتب وينشر ما بدا له، وما يساعده في ذلك وجود متابعين يصفقون لكل ما ينشر، ومن هنا غابت عملية التمييز وإدراك طبيعة الإبداع الأدبي. وأضافت: هناك الكثير مما ينشر تحت مسمى قصة قصيرة جداً ولا علاقة له بمفهوم القصة، وكذلك الأمر مع ما يسميه كاتبه شعراً، وذلك يرجع في النهاية إلى جهل الكاتب أو إلى استسهال الكتابة وغياب مجال النقد المتابع لهذا الكم الهائل الذي ينشر يومياً، وهذا لا يعني بالضرورة أن كل ما ينشر ضعيف وسيء، فهناك مجموعة من الأدباء اختاروا منصة تويتر لنشر شيء من إبداعهم.  ولفتت الدكتورة ميساء إلى جانب مهم في نشر المدونات وهو الكتابة الجماهيرية، بقولها: لا شك أن النشر في المنصات الإلكترونية قد يسهم في سرعة الانتشار نظرًا لأنها فضاء مفتوح لا يخضع لأية قيود، من ناحية أخرى فإن النشر في منصة إلكترونية من قبل شاعر معروف يمكن أن يكون سلاحاً ذا حدين، وأرى أن عليه أن يحسن اختيار ما ينشر وألا يقع في فخ البحث عن القبول والجماهيرية المجانية وزيادة عدد المتابعين. رؤية سطحية وتساءل الدكتور عبدالملك آل الشيخ: هل النشر الإلكتروني السريع يفقد النص جودته الكاملة أم أنه أمام فعل احترازي يؤديه الشاعر المبدع بشيء من التدقيق أو النقد الذاتي المتأني عند نشر مقطوعاته أو أبياته الشعرية؟ وزاد أستاذ الأدب الحديث في قسم الأدب بجامعة الإمام: طريقة النشر في تويتر ربما تكون مطلوبة، لكنها قطعاً ليست الوسيلة الناجعة للنشر، بدليل أن بعضهم يلجأ إلى جمعها في منشور ورقي، ربما كان النشر في تويتر غايته تسويقية لا إبداعية خالصة أو صرفة». وأردف: الواقع يقول لا تسقط أسهم الشاعر عند الجماهير حين يبث شعره في منصة التدوينات القصيرة، وكثيرًا ما دفعت هذه المنصات بالعديد إلى تسنم منابر الإلقاء في المناسبات الرسمية والثقافية بعيداً عن أولئك الذين لا يتعاطون مع هذه الوسائل التواصلية، إن هذه الوسائل ساعدت - حقيقة- في تسويق بعض الشعراء.  ‏وعن إيجابيات النشر في تويتر وسلبياته قال:»ربما يكون لها إيجابية واضحة في زيادة رقعة التلقي، وتحبيب الناس في الشعر، وترويج الفن بشيء من السهولة والبساطة، وأيضاً ساعدت في اندماج الشعر مع المشكلات المجتمعية، ومع هموم الناس اليومية، ربما نقلت الشاعر من برجه العاجي إلى متصفحه الإلكتروني الشعبوي. أما سلبياته فقد‏ تحول الشعر إلى معنى مبتذل، ولفظ مستهلك، والنزول بمستوى الفنية في الشعر، وغلبة الرؤية السطحية على ما ينشر منه. تفاعلات إيجابية ويقول الدكتور أحمد الهلالي، الأستاذ بجامعة الطائف: الشعر هو الشعر سواء أكان منشوراً في ديوان ورقي أم إلكتروني، أم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبالنسبة للأدباء السعوديين فإن موقعي (تويتر وفيس بوك) أكثر المواقع جذباً لإبداعاتهم، فعالم اليوم بتقنياته المتقدمة حطمت أصنام النخبة المتحكمة. وأكمل الهلالي أن طريقة النشر في تويتر مناسبة، ويجد الشاعر فيها راحة أكبر من نشر الكتاب أو اللقاءات التلفزيونية، ومعظم الشعراء يرون تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي مكاناً يبقيهم على قيد الشعر؛ لأنهم يجدون التفاعل المباشر من المتابعين، وهم في ذات الوقت يسعون إلى نشر إبداعاتهم عبر الدواوين الورقية، ويسعون إلى اللقاءات المتلفزة.. واختتم: في رأيي لا يسقط أسهم الشاعر عند الجماهير حين ينشر إبداعاته عبر مواقع التواصل، بل أراها تزيد من شعبيته وحضوره، وتمنحه فرصة تلقي تفاعلاتهم الإيجابية أو السلبية حول طرحه، وتفتح باب المعارضات الشعرية بين الشعراء أحياناً. خواجة: تزايد جماهيري وتراجع إبداعي آل الشيخ: نشر تسويقي ومنتج سطحي الهلالي: حطمت أصنام النخبة المتحكمة

مشاركة :