اسطنبول (رويترز) - هوت الليرة التركية لأدنى سعر لها على الإطلاق يوم الخميس ولم تفعل اجتماعات عقدت مع مستثمرين في نيويورك شيئا لتبديد المخاوف ومشاعر اللقلق المتزايدة بشأن الصراع بين الرئيس طيب اردوغان والبنك المركزي ومستقبل الفريق الاقتصادي لحكومة أنقرة. وقال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو للصحفيين في نيويورك يوم الخميس إنه ناقش ضعف الليرة مع محافظ البنك المركزي إردم باسجي وأضاف إنه سيتم اتخاذ كل نوع من الإجراءات لمعالجة المسألة إذا اقتضت الضرورة. وقال أيضا إن المحادثات التي يجريها هو وفريقه الاقتصادي مع المستثمرين في نيويورك سارت بنجاح. وتراجعت الليرة التركية إلى مستوى منخفض قياسي جديد 2.6290 ليرة مقابل الدولار منخفضة نحو اثنين في المائة يوم الخميس وكان أداؤها أقل من معظم نظائرها في الأسواق الناشئة. وارتفعت الليرة قليلا بعد ذلك إلى 2.6150 ليرة بحلول الساعة 1821 بتوقيت جرينتش. وكانت ثقة المستثمرين تضررت بعد مطالبة الرئيس طيب اردوغان للبنك المركزي الذي يكافح أيضا التضخم وضعف الليرة بأن يجري تخفيضات أكبر لأسعار الفائدة. وسعى داود أوغلو وفريقه الاقتصادي الذي يشمل نائب رئيس الوزراء علي باباجان لتهدئة قلق المستثمرين في نيويورك - الذين يهيمنون على أكثر من خمس مؤشر الأسهم الرئيسي التركي - غير أنه يبدو أن تلك الجهود لم تحدث أثرا فوريا. وقال وزير الصناعة التركي فكري إشق يوم الخميس إن البنك المركزي يراقب تقلبات أسعار الليرة عن قرب وسوف يستخدم الأدوات اللازمة عند الضرورة. وقال إشق للصحفيين في تعليقات بثتها قنوات تلفزيونية على الهواء مباشرة إن تقلب سعر الليرة - التي خسرت أكثر من 11 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية العام - يرجع إلى ارتفاع الدولار. وهبطت أسهم البنوك أربعة بالمئة فيما يرجع جزئيا للمخاوف من أن يؤدي انخفاض قيمة الليرة إلى زيادة التضخم وتكبد البنوك خسائر تعلق بمحافظ السندات. ودعا اردوغان إلى تخفيضات أكبر في أسعار الفائدة برغم مستويات التضخم العالية. وأثار هذا مخاوف بشأن مستقبل محافظ البنك المركزي باسجي وباباجان. ويعتبر باباجان ركيزة لثقة المستثمرين وتتزايد احتمالات ألا يبقى في المنصب عقب الانتخابات العامة في يونيو حزيران. وعبر داود أوغلو عن تفاؤله بشأن اجتماعات نيويورك. وقال في مؤتمر صحفي اعتقد ان المحادثات كانت ناجحة للغاية... وكانت التعليقات مشجعة جدا. وأضاف أن ضعف الليرة يرجع إلى صعود الدولار مقابل العملات الرئيسية على مستوى العالم. واضاف قوله لا يجوز ربطه حصريا بالمناقشات الدائرة في تركيا. كل مؤسساتنا تتخذ التدابير اللازمة فيما يتصل بصعود الدولار. وهون داود أوغلو من شأن الحديث عن ضغوط سياسية عندما سئل بشأن الموضوع خلال غداء أقامته جولدمان ساكس في نيويورك يوم الأربعاء وقال إن دولا أخرى تنتقد بنوكها المركزية وذلك وفق ما نقله عنه مستثمر حضر الاجتماع. وتراجع مؤشر البنوك التركي حوالي أربعة بالمئة بعدما باع سيتي حصته البالغة 9.9 بالمئة في آكبنك التركي الذي هبط سهمه خمسة بالمئة. وتراجع مؤشر بورصة اسطنبول الرئيسي للأوراق المالية عند الإغلاق 1.57 بالمئة مقارنة مع هبوط مؤشر الأسواق الناشئة 0.11 بالمئة. (إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية)
مشاركة :