افتتح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الأحد، الدورة التثقيفية الثالثة عشرة بالمنيا حول المواطنة والتوعية السكانية وتنظيم الأسرة والمواطنة بقاعة اللواء حسن حميدة بديوان عام المحافظة، بحضور اللواء قاسم حسين قاسم محافظ المنيا، والشيخ سلامة محمود عبد الرازق مدير مديرية أوقاف المنيا، والشيخ عاصم قبيصي مدير أوقاف أسيوط، وجمع غفير من قيادات محافظة المنيا، وإشراف الشيخ محمد عثمان البسطويسي المنسق بين وزارة الأوقاف والمجلس القومي للسكان.وأكد وزير الأوقاف، أن الشرائع السماوية قد أجمعت على جملة كبيرة من القيم والمبادئ الإنسانية، من أهمها: حفظ النفس البشرية، قال تعالى: «أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعا»، ولهذا قدَّر نبينا -صلى الله عليه وسلم- للنفس الإنسانية حرمتها ، فلما مرت عليه جنازة يهودي وقف لها، فقيل له: إنها جنازة يهودي، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «أليست نفسًا؟!». وأضاف: وكذلك من القيم التي أجمعت عليها الشرائع السماوية كلها: العدل، والتسامح، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، والصدق في الأقوال والأفعال، وبر الوالدين، وحرمة مال اليتيم، ومراعاة حق الجوار، والكلمة الطيبة، وذلك لأن مصدر التشريع السماوي واحد ، ولهذا قال نبينا (صلى الله عليه وسلم) : «الأنبياء إخوة لعلَّات أمهاتهم شتى ودينهم واحد».وأشار إلى أن أصحاب الأفكار المتطرفة والجماعات الإرهابية وضعوا الناس في فهم خاطئ وهو التقابلية بين الدين والدنيا، فهم يقولون: إما أن تختار الدين أو الدنيا، مع أن واجبنا أن نعمر الدنيا بالدين، فحاولوا وضع الناس بين خيارين إما الدين وإما الدنيا، وهذا فهم خاطئ يجب تصحيحه، وما أجمل أن نحيي الدنيا بالدين ، قال الله تعالى: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً»، لافتًا إلى أن مشروعية الدولة الوطنية والحفاظ عليها أمر غير قابل للجدل والتشكيك، بل هو أصل راسخ من أصول الدين.كشف الوزير، عن أنه سيتم عقد دورات متعاقبة للتوعية بقضايا التعايش المشترك، وترسيخ الأسس الدينية الصحيحة، ليس في مصرنا الحبيبة فحسب، وإنما على مستوى العالم كله، وفي إطار تحقيق هذا قامت وزارة الأوقاف بترجمة خطبة الجمعة إلى أربعة عشرة لغة.ووجه بتوزيع مائتي نسخة من كتاب مشروعية الدولة الوطنية على الأئمة المشاركين في تلك الدورة، مبينًا أنه سيتم عقد امتحان عقب انتهاء الدورة لاختيار أعلى الحاصلين على درجات النجاح ليستعان بهم في القوافل الأسبوعية التي تجوب جميع قرى ومدن المنيا.
مشاركة :