الشارقة: علاء الدين محمود ضمن فعاليات مهرجان أيام الشارقة المسرحية، شهد قصر الثقافة أمس الأول، لمسة وفاء للراحلين يحيي الحاج وحميد سمبيج، تحدث فيها الأكاديمي المسرحي فاضل الجاف «العراق»، والمخرج محمد العامري، وأدارها الدكتور محمد يوسف، وسط حضور كبير من المسرحيين الإماراتيين وضيوف المهرجان. وبذل المتحدثون كلمات صادقة ونبيلة لامست قلوب الحضور، وأكدوا على دور الراحلين في المسرح والحياة بإنسانيتهما وذكر د. محمد يوسف أن الجلسة بمثابة رسائل وفاء للراحلين، بعد أن أشعلا الخشبة المسرحية وأعطوها من جهدهما، فيحيى الحاج كان يمثل جيلاًَ قدم الكثير للمسرح الإماراتي والعربي، أما سمبيج فقد كان في قيادة جيل الشباب ويعبر عن أحلامهم وطموحاتهم في المسرح، وظل يتدفق طيبة وحيوية ومنح رفاقه الدراميين الحب والاحترام، وكان يمضي في طريق الفن والإبداع بكل صدقية. وذكر فاضل الجاف، أن هذه هي الزيارة الأولى له للشارقة دون أن يكون في استقباله الحاج، صاحب الخصال الطيبة الأصيلة النقية الكريمة، فهو مبدع حقيقي، وإنسان فرجوي ذو خيال خصب، وعاد بذكرياته إلى العام 2006، حيث التقى بالحاج للمرة الأولى، لتبدأ تفاصيل علاقة وصداقة رائعة، وأرسل الجاف تحياته بشاعرية لروح أخيه الحاج، عندما يقول: «ألف سلام على وجودك اللامرئي، وروحك الغارقة في نور الأبدية». وتحدث المخرج محمد العامري، عن الراحلين بأسى ومحبة وتقدير، وقدم بعضاً من الأسئلة الوجودية والعاطفية الحارقة عن الفقد وأثره في القلوب، وعن كيف خلدت أسماء أشخاص، عاشوا بأفكارها في دواخل الناس؟ مؤكداً على فرادة سمبيج والحاج، فالأخير كان يحمل أحلاماً وطموحات عظيمة للمسرح، وكان «درامتورجي» واسع الصدر وطويل البال، وكان الممثلون يرون فيه المعلم والأستاذ الذي ينهلون منه ومن علمه الواسع في مجال المسرح، ويتعلمون كذلك من خلقه وطيبته، وكذا الحال بالنسبة لسمبيج فقد كان صادقاً، وجميلاً، وطيباً، ومحباً، وعفوياً، ورغم أنه لم يكن ضمن مجلس إدارة فرقة مسرح الشارقة الوطني مؤخراً، إلا أنه كان محور الفرقة، فقد كان شديد الصدق والحرص على الدراما والمسرح والثقافة في الإمارات، يلفت أنظار من يلتقيه بروحه الطيبة العبقة.
مشاركة :