«الاجتياح» الورقي يجهض الكتاب الإلكتروني في أولى أيام المعرض!

  • 3/6/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حميمية وعاطفة وإحساس أبت أن تعوضها كتب رقمية مصمتة من خلف شاشة الحاسوب ما جعل الظنون تخيب في اندثار الورق والاستعانة بالرقمي عنها، فآلاف الشباب والفتيات تسابقوا لميدان الفكر والعرس الثقافي الأكبر في جميع دول العالم ليسجل فيها الكتاب حضورا لافتا يسعى إلى اقتنائه الكبير والصغير، حتى خابت ظنون المكاتب الرقمية التي أكد ذلك السيد محمد المقدم من مكتبة النيل والفرات أن نسبة مبيعات الكتب الرقمية لا تتجاوز ال20% بينما تغلبت الورقية بواقع 80% من نسبة المبيعات، فرائحة الورق وملمس الصحفات لم تعوضهما الكتب الالكترونية، ففي بادئ الأمر توقع الجميع أن تلقى الكتب رواجا قد ينهي الورقية ولكن ما حصل العكس، فالورقية توفر الاحساس بالملكية والامتلاك وذلك مفقود بالرقمية. بينما عبرت مشاعل العتيبي من نادي مكة الأدبي عن لغة جسد بينها بين الورق، فلا يمكن أن تحدث الحميمة بينها وبين الرقمي، فاحتضان كتاب ودس وردة بداخله وأحيانا آثار الدموع على ورقة الكتاب لا يمكن أن توفرها الكتب الرقمية التي لا تعطي حميمة وود حتى في العلاقات الانسانية، فشاشة الجوال لا يمكن أن تغني عن لقاء ودي بيننا وبين من نحب، وكذلك الكتاب الذي نعيش معه علاقة حقيقية لا افتراضية، فهي ترى أن الحميمية ليست بالضرورة أن توجد مع الكتب الرومانسية، فهي تحب الكتب الفكرية، وتستهويها الدراسات والأبحاث وذلك لم يمنعها من مبيت كتاب بجوارها في أي ليلة. وأيدها على ذلك السيد محمد قنديل مسؤول التسويق بإحدى الدور التي رأى أن غاليتها تستهوي الشباب وخاصة الاجتماعية وتليها العاطفية، وهذا مؤشر على أن البقاء للورق على الرغم ممن يحاول وأده فالكتاب الرقمي لا يمكن أن ينهي ثورة الكتاب الورقي؛ فالرقمي مرجع سريع ولكنه لا يعطي الحميمية التي توفرها الورقية. وبنفس تلك العاطفة ترى الشابة نوف القحطاني أن العلاقة بالكتاب تتجاوز دراسة أو علم فهي علاقة صعبة في شرحها ولا علاقة لها بالنوع فهي على سبيل المثال من ملاحقين كتب الفلسفة ومع ذلك تعيش قصة حب ومتعة فكرية لا تضاهيها أي متعة عاشتها على حد قولها، فيجب ألا يغفل المرء عن حبه للوقوف على لحظاته الجميلة ولو من خلال كتاب ورقي قرأه واستمتع به ليعود له في أي وقت شاء. ولم تفت وكيلة عمادة شؤون المكتبات بجامعة الطائف الدكتورة فاطمة غزالي أن تغذي جامعتها بكتب حديثة ورقية من معرض دولي ومحفل تفخر به العاصمة لاحتضانه عام بعد عام، فهي تبحث كذلك عن مراجع حديثة لتستبدل بها المناهج القديمة وتنوع بها لصناعة فكر لا يغني عنه الالكتروني، ولكن في ذات الوقت لاتنفي مقدرة الكتاب الرقمي في سرعة توفير المعلومة، مشبهة الكتب الرقمية والالكترونية بالسلالم الكهربائية التي لم تغنِ عن السلالم العادية ولن تغني. ووافقها القول السيد يوسف الحيدر من دار بلتينيوم فمن خلال تجربته على مدى أربعة أعوام يرى أن الورقي لا يزال في تزايد وفي كل عام يزيد الإقبال والبيع خاصة من عمر الشباب، ما يكشف عن جيل يقدر رائحة الورق وعرق القلم، فالكتب الاجتماعية والعاطفية والبوليسية الأكثر حضورا في ذهن الشباب الذي لا يكتفي بطلب الكتاب دون تصفحه وبعثرة ورقاته ليقع فيقلبه ويتملكه، وهذا ما أكدته تماما أروى الأحمد التي لا يهمها كثيرا المعلومة غير المحسوسة التي لا تستطيع من خلالها تدوين هوامشها الفكرية على جانبها، فالكتاب الرقمي لا يمكن أن يقارن بالورقي من حيث اللذة فهي تحب أن تلمس الكتاب وتحسه.

مشاركة :