تتنوع الوسائط الفنية المستخدمة في «معرض سكة الفني»، إذ ينقلنا المشاركون إلى عوالمهم الخاصة مع تعددية الأفكار والرؤى البصرية وتنوعها، فنجدنا أمام الكثير من الأعمال التركيبية، بالإضافة إلى النحت والتصوير والملصقات والرسم. المعرض، الذي اختتم، أمس، في حي الفهيدي التاريخي، ضمن موسم دبي الفني، يقدم لمحة عن التوجه الشبابي الذي يميل إلى أشكال الفن المفاهيمي، حيث يتم التركيز على الفكرة أكثر من الوسائط المستخدمة، وبشكل يجعل المتلقي يشعر كما لو أن هذا الفن النخبوي بدأ يتقدم خطوة باتجاه الناس. شوق فردان، التي تشارك مع خالتها، فاطمة جمعة، في عمل مستوحى من عالم الأزياء والأقمشة، قالت عن العمل: «درست تصميم الأزياء في نيويورك، لكني أحببت عمل خالتي في الرسم، لأنه ليس هناك من عملية مخططة، فالرسم يحدث تلقائياً معها، وتَشاركنا في العمل، حيث صممتُ الأزياء وهي رسمت على الأقمشة»، وأضافت: «كانت طريقتها في العمل هي الملهم الأول لي، وقد عملت على تقديم منحوتات مستوحاة من الأزياء مع المواد التي تستخدم في الأزياء، فالأعمال التي قدمت تبدو قابلة لأن تلبس، وهذا ما سعيت إليه». أما فاطمة جمعة، فلفتت إلى أنها على الرغم من كونها وابنة أختها تنتميان إلى جيلين مختلفين، فقد تعاونتا ووجدتا سبيلاً للتعبير عن الفن، كل على طريقتها، خصوصا أنها ترسم على الأسطح المختلفة ومنها السيراميك، لكنها تعاونت مع شوق من خلال الرسم على الأقمشة. ولفتت جمعة إلى أنها تتعاطى مع الأخطاء أو الشوائب من خلال الرسم التلقائي كجزء من العمل، فلا تعمل على التغيير أو التعديل، بل ترسم مباشرة وبما يوحي إليها التصميم بالرسم، فالتلقائية بالنسبة إليها هي جمال العمل. ولفتتا إلى أن المشاركة هي الأولى بالنسبة إليهما، حيث وجدتا في المعرض فرصة للوصول إلى كل شرائح المجتمع. خولة درويش اختارت التحدث عن فلسفة القوة المعاكسة في الطبيعة، وكيف تكون الأشياء المتضادة مكملة لبعضها بعضاً. وأشارت إلى أنها اختارت تقديم القلبين الأبيض والأسود، لتعبر عن التسامح من خلال القلبين اللذين وضعتهما على الميزان، مشيرة إلى أن الأسود لا يرمز للشر بل إلى توازن القوى في المجتمع. وعن كونها تُعرف بفنانة القلوب، أشارت درويش إلى أنها حين كانت تدرس في الجامعة، توفي شقيقها بإصابته بمرض بالقلب فجأة، وكانت أعمالها تحمل القلب بشكل غير واعٍ، كما توفي والدها لاحقاً بمرض القلب، ولهذا بدأت تعتمد من خلال الفن إيصال رسالة للناس وتوعيتهم من خلال العمل، لكن ليس بشكل طبي بل إنساني. شاركت درويش في «سكة» للمرة الخامسة، وأوضحت أنها تحب المشاركة في هذا المعرض، كونها تبحث عن فرصة لإيصال أعمالها لشريحة أكبر من الناس. أما الفنانة الأردنية، فرح عبدالهادي، فقدمت عملاً أطلقت عليه عنوان «السفير الصامت لدولة الإمارات»، حيث عملت على إبراز وجه آخر لعملة الإمارات، من خلال العملة النقدية وما تحمله، بحيث دمجت بين الطباعة الآمنة والغرافيك، لتبرز كيف أن العملة الإماراتية تحمل الكثير من الرموز والثقافة. ونوهت بأنها عبّرت من خلال العمل عن التقنيات العالية من الأمن والأمان، فالإمارات تعتبر من أكثر البلدان أماناً في العالم. هذه المشاركة هي الأولى لعبدالهادي، وأكدت أنها شاركت لأنها اعتادت زيارة المعرض عبر السنوات، ورأت فيه منصة جيدة للتقدم للجمهور. أما الإماراتية، فاطمة عبدالله، فقدمت مشروعها «فن الظلال»، لتوصل من خلاله تجربتها الشخصية في البحث عن الذات من خلال الظل، فهي تحب أن تصور الظل، خصوصاً أنه العنصر الأقرب لحقيقة البشر، كونه يتجرد من التعابير والألوان. وشددت على أنها وضعت في العمل مَشاهد مختلفة من الحياة، وكلها عبارة عن صورة التقطت ظلها، وطبعتها على قطع شفافة لتنعكس على الحائط من خلال الضوء والظل. الإماراتية، نورا النيادي، استخدمت التصوير لتعبر عن رؤيتها في الفن، مشيرة إلى أن مشروعها يحمل عنوان «عربي في طوكيو»، وهو مجموعة من الصور التقطت في اليابان، لشخص يرتدي الزي الإماراتي في أشهر شوارع طوكيو التي تعج بالناس، والهدف منه كسر الحواجز بين الثقافات. وأكدت النيادي أن التصوير كان من خلال الهاتف الذكي، موضحة أنها استعانت بشخص ياباني كي يرتدي الزي، وهو يحب الإمارات ويتقن اللهجة الإماراتية. اختارت النيادي اليابان لأنها بعد شهر من السفر إلى اليابان وجدت في البلد بيئة خصبة للمشروع. شاركت النيادي للمرة الأولى، وتشجعت كون مشروعها يتسق تماماً مع عام التسامح، وبعد أن كانت مراقبة للمعرض عبر السنوات، تمكنت من التعبير عن التقاء الثقافات. الفنانة إسراء رمضان، التي تشارك للمرة الأولى، قدمت منحوتات من الوجوه، فضم عملها أكثر من 80 وجهاً، وأنصاف وجوه مختلفة في ملامحها، مؤكدة أن التقبل هو روح التسامح، كما أكدت على اختلافات البشر، ووجود من هم بأقنعة أو وجهين لا يعني أن نرفضهم، فلابد من تقبل الاختلاف، لأن الاختلافات خارجية وليست في الروح. طين وفناجين قدمت مجموعة من ورش العمل، خلال معرض سكة، وكان من بينها ورشة العمل الخاصة بالسيراميك، من تقديم «يدوي سيراميك استديو»، وتضمنت العديد من المعلومات والخطوات الأولية لصناعة الفخار والسيراميك، فحصل الأطفال على فرصة تعلم صياغة الأشكال المتنوعة من الطين. وتراوح الأعمار التي كانت تستقبلها ورش العمل من ست إلى 15 سنة، ولهذا كانت الأشكال التي يعملون عليها تتميز بسهولة الصياغة، ومنها الفناجين أو الأوعية البسيطة، مع الإشارة إلى أنه في العادة لابد من إدخال الطين بعد صياغته إلى الفرن، ولكن في الورشة تم الاستغناء عن هذه المرحلة كي يتاح للأطفال أخذ أشغالهم بعد الانتهاء من العمل. عوالم خاصة مع تعددية في الأفكار والرؤى البصرية وتنوعها. المعرض قدّم لمحة عن ميل الشباب إلى الفن المفاهيمي. الأعمال تميزت بتعددية الأفكار والرؤى البصرية وتنوعها. 80 وجهاً، وأنصاف وجوه مختلفة، في منحوتات إسراء رمضان.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :