حقل العمر النفطي (سوريا) – الوكالات: حذَّر أكراد سوريا أمس، غداة احتفالهم بانتهاء «خلافة» تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، من أن آلاف المقاتلين الأجانب المعتقلين لدى قواتهم يشكلون «خطرًا» مستمرًا، مناشدين المجتمع الدولي التدخل لإعادتهم إلى بلدانهم. وأشادت دول عدة حول العالم بإعلان قوات سوريا الديمقراطية السبت تجريد التنظيم من مناطق سيطرته جغرافيًا، بعد دحره من بلدة الباغوز، في وقت أعلن قادة هذه القوات وشريكها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بدء مرحلة جديدة من الحرب ضد التنظيم، للقضاء على «خلاياه النائمة». وأعلن التنظيم المتطرف في عام 2014 إقامة «الخلافة الإسلامية» على مناطق واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور، تعادل مساحة بريطانيا. وتمكن من جذب نحو أربعين ألف مقاتل إلى صفوفه، وفق تقديرات أمريكية سابقة، بينهم العديد من الأجانب. وقال رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية في سوريا عبدالكريم عمر «قضينا على دولة داعش وهذا إنجاز كبير جدًا، لكنه لا يعني أننا قضينا على داعش». وتحدّث عن «تحديات كبيرة» أبرزها أن «لدينا الآلاف من المقاتلين بالإضافة إلى أطفال ونساء من 54 دولة ما عدا السوريين والعراقيين، وهذا عبء كبير وخطر علينا وعلى كل المجتمع الدولي». ويشكل ملف الجهاديين الأجانب وأفراد عائلاتهم عبئًا على الإدارة الذاتية الكردية، التي تطالب دولهم باستعادتهم لمحاكمتهم على أراضيها. إلا أن الحكومات الغربية تبدي ترددًا إزاء استعادتهم جراء مخاوف أمنية وخشية من ردّ فعل الرأي العام نتيجة الاعتداءات الدامية التي شهدتها وتبناها داعش. حتى أن بعضها بادر إلى تجريد رعاياها المعتقلين في سوريا من جنسياتهم. وأبدت قلة من الدول بينها فرنسا اهتمامًا باستعادة عدد من الأطفال. وبحسب منظمة إنقاذ الطفل «سايف ذي تشليدرن»، يوجد أكثر من 3500 طفل أجنبي من أكثر من ثلاثين دولة، في المخيّمات الثلاثة في شمال شرق سوريا. وحذر عمر من وجود «الآلاف من الأطفال الذين تربّوا على ذهنية داعش» في مخيمات النازحين. وقال «إذا لم تتمّ إعادة تأهيلهم وبالتالي دمجهم في مجتمعاتهم الأصلية فهم جميعهم مشاريع إرهابيين». ورأى عمر أن «أي تهديد أو أي حرب جديدة ستكون فرصة» لمقاتلي التنظيم «للهروب من المعتقلات»، مضيفًا «يجب أن يكون هناك تنسيق بيننا وبين المجتمع الدولي لمواجهة هذا الخطر». ويخشى الأكراد تهديدات تركيا المتواصلة بشنّ هجوم جديد ضد مقاتليهم الذين تعدهم «إرهابيين» وتخشى تواصلهم مع المتمردين الأكراد على أرضها. وإلى جانب الجهاديين المعتقلين وأفراد عائلاتهم، يشكل وجود «الخلايا النائمة» في مناطق عدة وانتشار التنظيم في البادية السورية المترامية الأطراف تحديًا رئيسيًا بعد انتهاء «الخلافة» جغرافيًا. وقال الأكراد السبت إنهم سيواصلون العمل مع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمواجهة هذا الخطر. وأعلن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني خلال مؤتمر صحفي في حقل العمر النفطي «بدء مرحلة جديدة» من المعركة ضد التنظيم للقضاء على «خلاياه النائمة». مضيفًا «لم تنته الحملة بعد، يبقى.. داعش تهديدًا كبيرًا». وأوضح أن ذلك سيتمّ «بتنسيق مع قوات التحالف». وأكد قائد قوات التحالف الجنرال بول لاكاميرا في بيان السبت أن «مكافحة داعش وعنفه المتطرف لن تنتهي قريبًا».
مشاركة :