عندما تتخذ قراراً تاريخياً ناجحاً يستند على معطيات لا تتراجع يوماً، فحتماً أنت ستجني كثيرا من الفوائد، وهذه القاعدة تنطبق على إدارة يوفنتوس الإيطالي حين قررت شراء عقد أحد أفضل لاعبي كرة القدم وهو الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو. خزائن «السيدة العجوز» تجني ثمار هذه الصفقة التاريخية، التي تعتبر من أهم وأنجح الصفقات في تاريخ النادي الإيطالي العريق، الذي لطالما كان على رأس هرم الكرة الإيطالية ودائماً يزاحم كبار أوروبا على مقاعد المقدمة. عندما ظهرت على السطح أنباء عن نية «اليوفي» التعاقد مع رونالدو، ارتفعت أسهم النادي بمقدار 38 في المئة، وهذه القفزة تعد كبيرة في عالم المال، ولم تكن ستحدث لولا ثقة المستثمرين الرياضيين بقدرات «الدون» الاستثنائية، التي تظهر في كل مرة، سواءً على مستوى الأندية أو منتخب بلاده. رونالدو الذي قاد الريال لتحقيق خمسة ألقاب على مستوى دوري أبطال أوروبا، نجح في قيادة بلاده لتحقيق كأس أمم أوروبا الصعب في ظل وجود منافسين شرسين مثل ألمانيا، هولندا، إيطاليا، وإنجلترا وغيرها من المنتخبات المتميزة. ولأن رونالدو لا يخذل الفريق الذي يلعب معه، أحدث «الدون» البرتغالي ثورة أخرى في أسهم ناديه الإيطالي بعد إحرازه ثلاثة أهداف أمام أتليتيكو مدريد الإسباني، وهو يومها بطل وقائد العودة بعد أن كان فريقه قاب قوسين أو أدنى من مغادرة دوري الأبطال لخسارته في مباراة الذهاب بنتيجة 2- صفر، لكن رونالدو أبى إلا أن يحمل فريقه إلى دور الثمانية ومن أمام أحد أقوى فرق العالم دفاعياً. هذا الفوز قفز بسهم يوفنتوس في سوق البورصة لارتفاع مميز مقداره 21 في المئة فرحاً وابتهاجاً بالفوز الكبير، وثقة بما سيقدمه الفريق خلال الأدوار المقبلة، ليصل سعر سهم النادي العريق إلى 1.4 يورو، مرتدياً الوشاح الأخضر الكامل. ويبدو أن سهم «السيدة العجوزة» سيبقى أخضر مدة طويلة طالما يوجد في تشكيلته أحد أفضل لاعبي العالم وأكثرهم إذهالاً كريستيانو رونالدو.