أن تخسر مباراة أو تفقد نقاطا بسبب صافرة مرتعشة فهذا الأمر لم يعد ظاهرة لدينا بل صار واقعا ملموسا سيما وأن أخطاء الحكام الكوارثية في تنام مستمر كما وكيفا لدرجة أنها أثرت على نتائج بعض المباريات، وسبق أن تحدثت في هذا الجانب بما فيه الكفاية عبر هذه المساحة، ولكن أن تفقد نقاطا سهلة ومهمة بسبب الأخطاء البدائية والرعونة غير المبررة فهنا يجب أن نتوقف ونتساءل، من المسؤول عما يحدث؟؟.. النصر في العام الفائت ملأ الدنيا وشغل الناس بعد أن قدم موسما استثنائيا توجه ببطولتين عاد من خلالهما للواجهة عبر الباب الكبير بعد غياب طويل، وهذا التألق اللافت وغير المستغرب على فريق عريق بحجم النصر لم يتوقف بل استمر معه بداية هذا الموسم حتى نهاية الدور الأول من الدوري الذي تربع على عرش صدارته بفارق مريح عن أقرب منافسيه.. ولكن في الدور الثاني من الدوري لم نشاهد النصر الذي نعرفه حيث فقد الفريق شخصيته وتلاشت خطورته وبات مهددا بفقدان صدارته نتيجة تدني مستوى جل لاعبيه خصوصا هدافه محمد السهلاوي وصانع ألعابه يحيى الشهري اللذين وضعا أمام مستواهما أكثر من علامة استفهام.. صحيح أن الفريق لم يخسر أي مباراة سواء محليا أو قاريا ولكنه في المقابل فقد نقاطا ثمينة بسبب الأداء الباهت الذي يقدمه من مباراة لأخرى واضعا نفسه في حرج أمام الفرق الصغيرة قبل الكبيرة، ولاعبيه تحت طائلة الضغط النفسي والجماهيري.. وفي اعتقادي أن الفرصة مازالت سانحة أمام الفريق لكي يستعيد هيبته وشخصيته ويعود بعبعا مخيفا لكل الفرق المنافسة سيما وأنه مازال ممسكا بزمام الأمور وفرصة المحافظة على لقب الدوري والتأهل للدور الموالي في دوري أبطال آسيا بيده لا بيد غيره.. والمؤكد أن هذا لن يتحقق إلا إذا أيقن المدرب داسيلفا أن المراكز في الفريق المدجج بالنجوم ليست حكرا على أسماء معينة بل متاحة لكافة اللاعبين ولا بد من إعطاء الفرصة كاملة للاعبين القادرين على صناعة الفارق الذين باتوا أسرى لمقاعد الاحتياط التي أضحت تشتكي من جلوسهم عليها.. أخيرا.. على المدرب داسيلفا أن يعي جيدا أن المرحلة المقبلة لا تحتمل المجازفة ولا تقبل التفريط وعليه أن يتنازل عن بعض قناعاته التي ستقوده للفشل إذا ما أصر عليها، وعلى اللاعبين أيضا دون استثناء نفض غبار الروح الانهزامية ومراجعة حساباتهم من أجل نصرهم وجماهيره الوفية.