وزيرة تونسية: تحصين الشباب من الفكر التكفيري ضرورة

  • 3/6/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دعت وزيرة الثقافة التونسية لطيفة الأخضر في تصريح لـ»المدينة» أمس إلى الاقتراب من الشباب والإصغاء إليهم وإيجاد أشكال مضبوطة من التعبيرات الجمالية لشد اهتمامهم وشددت على أن يكون الخطاب أفقيًا وليس عموديًا مسقطًا، وأشارت إلى ضرورة إيجاد أطر تجمع الشباب الذي يعتبر رأس مال المستقبل وطالبت أهل الثقافة والفكر وكل الأطراف المتداخلة بوضع سياسة ثقافية إستراتيجية تحمي شبابنا وتلقحه ضد الأفكار الظلامية ولا تضر بمستقبله»، في ظل بروز ظواهر الفكر التكفيري والحركات الجهادية المتطرفة، وأضافت: هذه التعبيرات تتخذ أشكالا إرهابية تتناقض مع المبادئ الإنسانية وهنا يأتي دور الثقافة في توفير الحماية وتقوية المناعة ضد هذه الأفكار وكان وزير التربية التونسي ناجي جلول قد أشار في وقت سابق إلى أن «الدواعش لا يتخرجون من الجوامع، بل من المدارس التي أصبحت مدارس إرهاب، وأشار إلى أن له ملفات حول بعض العناصر الإرهابية التي لم تدخل يومًا إلى المساجد». من جهته قال الخبير في الشؤون الأمنية الدكتور مازن الشريف لـ»المدينة»: تعليقا على التهديدات الإرهابية بضرب تونس من قبل أبنائها المتواجدين في ليبيا أو المتواجدين مع داعش وآخرها تهديد أبو طلحة التونسي بحرق تونس من بنزرت إلى برج الحضراء. وإنه أطلق من قبل على هذه الظاهرة مصطلح «الدعوشة» التي ضربت المجتمع التونسي بعنف وعمق وبشكل شديد القسوة، من انتحار الأطفال والشيوخ إلى الجرائم الفظيعة والقتل ذي الصبغة الداعشية، وكل مرة نسمع عن جريمة جديدة تثبت أن روح داعش تقمّصت الكثيرين، وقال إن تفسير ذلك يتلخص فى «أنها طاقة الشر تسيطر على الأنفس الضعيفة والمحبطة والتي أذكاها مشهد إعلامي خصص للجرائم مجالا للتحليل والشرح وإعادة التصوير، وأفرط في إظهار «حقارات وسفلة» المجتمع التي وإن وُجدت فليس في إظهارها متبجّحة بفسادها سوى مزيد نشر ذلك الفساد، وصولا لبعض المسلسلات في رمضان التى تبث مشاهد القتل الدموية والعهر الرخيص. إضافة إلى ضرب المناعة الروحية وتعكير صفو بيوت الله بالتكفير وانسداد أبواب الرجاء على تلك الأنفس التي علتها السوداوية وسيطرت عليها الهواجس. ثم ضعف الرابط مع الله والتصحر الروحي الإيماني وخفوت صوت الداعين للرحمة والحق، مع مشاهد القتل والدمار والشعور بالخوف من المصير وأن المستقبل ليس سوى سقوط في دوّامة والمضيّ في نفق يزداد ضيقا. وأشار إلى ضرورة أن نفهم هذه المعطيات، وأضاف: أن حالات الانتحار والجرائم الفظيعة ستزداد وتيرتها، وليس الدواعش ومن خلفهم إلا بوابات لطاقات الموت المدمرة وشياطين الخراب والحقد واليأس الكلي التي تتلبس بضعاف القلوب والأنفس وتحوّلهم في لحظات إلى أجساد تتدلى من حبل أو أيد تقتل بلا رحمة وعقول غائبة عن الوعي، وشدد الدكتور مازن الشريف على أن المجتمع كالفرد يمرض ويعتل ويختل، ويمكن أن يعالج أيضا، وما لم تبادر الدولة بمعالجة المجتمع عبر استراتيجيات فورية مستعينة بالخبراء وأهل العلم لدراسة الظواهر وتفكيكها وإيجاد العلاجات التي يمكن أن تحد منها ومنع كل ما يذكيها في الإعلام وفي المجتمع نفسه، وإغلاق منافذ ثقافة الموت التي تنتشر انتشار النار في البنزين فإن الأمور ستتفاقم أكثر، وستسمعون ما لم تتصوروا من أشخاص «تدعوشوا» دون أن يشعر أحد ولا حتى هم أنفسهم.

مشاركة :