يسابق أكثر من 4500 مهندس وفني وعامل في مشروع قطار الحرمين الزمن لإنجاز محطة شرق محافظة جدة فى الموعد المحدد حيث لم يتبقَ من الزمن سوى 55 يومًا تقريبًا وتحديدًا نهاية شهر أبريل المقبل فيما يتركز العمل حاليًا على تركيب السلالم الكهربائية وإجراء الاختبارات النهائية لها، وبعض المستلزمات الجمالية لانطلاقة المحطة. «المدينة» تجولت داخل مشروع محطة شرق محافظة جدة، برفقة مدير المشروع المهندس زهدي العويويني، ومدير الإنشاءات في المحطة المهندس أحمد غصة، وكانت بداية الجولة من صالة وصول الركاب القادمين من خارج جدة فيما تم تشغيل واختبار (70) سلمًا كهربائيًا، بطول 32 م بدون دواعم وسطية بحسب مدير المشروع لافتًا إلى أنها الأطول على مستوى الشرق الأوسط. وأشار العويويني إلى أن عدد تلك السلالم يصل (308) وحدات وتشكل سلالم متحركة موزعة على جميع المحطات الأخرى في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية (رابغ). وبالانتقال إلى الصالة الرئيسة في المحطة يلاحظ وجود المساحات والفراغات الكبيرة لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الركاب الواصلين لجدة، وعلى جنباتها يوجد عدد كبير من العمال والفنيين الذين تسابقوا لوضع اللمسات الأخيرة على واجهات المحلات التجارية، والتي خصصت لبيع أشهر الماركات العالمية لمختلف أنواع البضائع الاستهلاكية والهدايا والكماليات، إضافة الى صالات لكبار الشخصيات. وفي نفس الطابق توجد مكاتب تفتيش العفش، وتوثيق الاوراق الرسمية للركاب (الجوازات)، حيث تتوزع الكاونترات في مواقع جانبية تتيح الفرصة لمشاهدة جميع الركاب عبر كاميرات متطورة سيتم تركيبها قبل تسليم المحطة من المقاول. مسجد لـ600 مصل وخلال وجودنا فى صالة المغادرة أشار المهندس أحمد غصة الى أن الموقع الذي خصص للمسجد، اتخذ موقعا وسطا بين صالتى القدوم والمغادرة ليتمكن الجميع من أداء الصلاة، مفيدا انه يتسع لعدد 600 مصل. وحين وصلنا إلى صالة المغادرة شاهدنا العمال يضعون مصابيح الثريات الضخمة التي زينت الأسقف ثلاثية الأبعاد والتي يستطيع مشاهدتها جميع الموجودين في المحطة بمختلف الطوابق في مشهد جميل، وعلى جانبي الصالة في الطابق الأول يبدو مسار القطار ممهدًا ومهيأ لوضع القضبان خلال الأيام القليلة المقبلة. موقف لـ6 آلاف سيارة ويوجد في موقع بالجهة الشمالية من المحطة (مركز للدفاع المدني) اتخذ في شكله الهندسى نفس الطابع العام للمحطة الرئيسة حيث انتهى العمل به ولم يتبق لتسليمه لادارة الدفاع المدني الا بعض اللمسات النهائية، وهو مزود بمهبط للمروحيات اذا دعت الضرورة لذلك، وبجواره من الجهة الغربية يوجد مواقف السيارات عدد 6000 سيارة موزعة للمواقف قصيرة الأمد وأخرى لطويلة الأمد، ويؤمن المشروع آلية مناسبة لربط المحطة بنظام مشروع النقل العام من خلال توفير أماكن مناسبة لمواقف للحافلات وربط المحطة بممر مشاة مع محطة القطار الخفيف الذي تخطط أمانة محافظة جدة لتنفيذه في المستقبل. ويشير مدير المشروع إلى أن محطة جدة تبلغ مساحتها الإجمالية (461000) م2 وأخذت في أعمال الإنجاز جهدًا كبيرا وتضحيات مضاعفة من جميع العاملين، حيث تم العمل في بعض الأوقات إلى ساعات ضعف الساعات التي خصصت للعمل. ولفت في ذات الوقت الى أن الأسقف صنعت من ألواح من الفيبرجلاس بانحناء يراعي وضع الفتحات التي عملت في الألواح لتسمح بمرور الضوء الطبيعي عبرها طوال ساعات النهار لتقليل الاستعانة بالإضاءة الصناعية، وتم إجراء سيناريوهات تطبيقية لمرور الضوء ومعرفة درجات انعكاساته وشكل الأسقف طوال ساعات النهار، بالإضافة إلى ألواح الفيبرجلاس أضيفت من الداخل ألواح لامتصاص الصوت، وألواح الأسقف المستعارة المعدنية ويحمل هذا التكوين الأقواس الإنشائية مشيرًا الى أنها صنعت داخل ارض المشروع لصعوبة نقلها من مكان لآخر وكبر حجمها. وقال إن التصاميم أخذت في اعتبارها البعد الجمالي في الشكل الخارجي والمحتوى الداخلي لمكونات المحطة من حيث المرافق والخدمات، لتحقق بذلك أكثر من هدف منها أن تكون المحطات معلمًا جماليًا لمدينة جدة. المزيد من الصور :