البطريرك الراعي يوجه خطابا للجماعة السياسية في لبنان

  • 3/26/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال البطريرك الماروني: "لا يمكن أن تعيش جماعة بسلام وسعادة من دون توبة ومصالحة، أكانت هذه الجماعة عائليّة أم كنسيّة أم اجتماعيّة أم وطنيّة وسياسيّة. إنّ التراشق بالأخطاء والتّهم يزيد الخلافات وينتزع الفرح من القلوب ويؤجج نار الحقد والعداوة". ووجه البطريرك بشارة الراعي في عظة، اليوم الإثنين: "دعوة ملحّة إلى الجماعة السياسيّة في لبنان، كي يعيش أفرادها التوبة والمصالحة، بالعودة إلى الله والذات أولًا، من أجل إمكانية العودة إلى الشعب والوطن ومؤسساته. فتعيش عندئذٍ الجماعة الوطنيّة بفرح وتنعّم بالتقدّم والازدهار والاستقرار". وقال: "لقد دعا المجمع البطريركي الماروني (2003-2006) السياسيين إلى المصالحة مع السياسة كشرط لبناء دولة العدالة والقانون والإنماء، وليظلّ العمل السياسي فنًا نبيلًا لخدمة الخير العام. ليست السياسة وسيلة للنفوذ وتحقيق الثروات الخاصة على حساب المصلحة العامة. المصالحة مع السياسة تحمل السياسيين على الالتزام بالقيم الإنجيلية والقواعد الأخلاقيّة الآخذة في التلاشي عندنا ويا للأسف، بينما كانت ميزة رجالات البلاد والمسؤولين والعاملين في الوزارات والإدارات العامّة. هذه الأخلاقيّة السياسيّة هي المدخل لمكافحة الفساد والتمتّع بالمصداقيّة والاستقامة المسلكيّة، ولتقديم المصلحة العامة على المصالح الفردية والفئوية". وشدد على أن "المصالحة السياسية تعزز الممارسة الديموقراطية التي هي الشرط الأساس لبقاء لبنان، وتنشر الثقافة الديموقراطية ومفهوم المواطنة الحقّة"، "فعندما يتصالح السياسيون مع الله وذواتهم ومع السياسة، يستطيعون الانتباه إلى حالة الشعب، فيجدوا الحلول لمشاكله، ويؤمّنوا حقوقه الأساسية، ويوفّروا له أسباب العيش الكريم، ويعتنوا بالشباب والأجيال الطالعة مؤّمنين مستقبلهم في وطنهم من خلال تأمين فرص عمل يحفّزون من خلالها مواهبهم وعلومهم وقدراتهم". وخلص البطريرك الراعي في عظته إلى القول: "في زمن الصوم المفتوح أمامنا للتوبة والمصالحة، نحن أمام فرصة ذهبيّة تفتح أمامنا الطريق إلى العيش بفرح وسلام من جودة الله الذي إليه نرفع المجد والتسبيح".

مشاركة :