أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس أن بلاده لن تشارك «مباشرة» في أي هجوم يشنه الجيش العراقي لتحرير الموصل من سيطرة «داعش»، في حين زار وزير دفاعه عصمت يلماظ إقليم كردستان والتقى العسكريين الأتراك الذين يدرّبون قوات «البيشمركة». وأعرب مجلس محافظة نينوى عن القلق من تزايد الدور الإيراني في العراق وتراجع الدور الأميركي، معتبراً تحييد التحالف الدولي في «معركة الموصل حين تبدأ» كارثياً. وعلى رغم تقدم القوات العراقية، مدعومة بـ «الحشد الشعبي» ومسلحي العشائر في صلاح الدين، واستعادة حقل للنفط من سيطرة تنظيم «داعش»، توقّع قادة عسكريون أن تستغرق معركة تكريت وقتاً طويلاً، خصوصاً أن طريق إمدادات التنظيم من الأنبار ما زال متاحاً، وقد عزز مواقعه بمئات المقاتلين وبالأسلحة، خصوصاً في ناحيتي العلم والدور. وأضرم «داعش» النار في حقل نفط شمال شرقي تكريت، في محاولة لعرقلة الهجوم عليه. ونقل صحافيون أتراك يرافقون داود أوغلو في الطائرة إلى نيويورك، عنه قوله أمس: «سندعم الهجوم على الموصل لكننا لن نشارك مباشرة في المعارك». وحذّر من أن أنقرة «سترد على أي تهديد مباشر»، وقال: «لدينا القدرة والقوة لفعل ذلك». وأكد أن تركيا «تريد أن تنحسر الأخطار على حدودها مع سورية والعراق، فلا نريد تهديداً إرهابياً على حدودنا». وكان يلماظ أكد خلال زيارته بغداد أول من أمس، دعم بلاده العراق في الحرب على «داعش»، من خلال تدريب قواته وتجهيزها، كما زار ضباطاً أتراكاً أمس يشرفون على تدريب «البيشمركة» شمال أربيل. إلى ذلك، قال لـ «الحياة» رئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي في مجلس محافظة نينوى خلف حديد، إن «تراجع الدور الأميركي مؤسف، نظراً إلى تأثيره البالغ عسكرياً، وباعتباره رسالة تطمئن السنّة وتبعد الهاجس الطائفي المتمثل بالدور الإيراني المقلق، وترك المهمة لقوات الحشد الشعبي بقيادة قاسم سليماني (قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني)». وأضاف: «هناك قلق أيضاً من غياب دور وزير الدفاع خالد العبيدي، ونأمل من الأطراف العراقية والتحالف العمل كفريق واحد لإبعاد شبح الطائفية وتحقيق النصر... نحن قلقون من رد فعل واشنطن على تحجيم دورها المؤثر مقابل التدخل الإيراني الواسع، فتحييد التحالف الدولي سيكون كارثياً، وما زلنا نؤكد إعطاء أبناء نينوى الدور الأكبر في عملية التحرير (الموصل) بدعم التحالف والبيشمركة لطمأنة سكان المحافظة». ولاحظ «تطوراً في موقف أنقرة التي تحاول الخروج من دور المتفرج وتسعى إلى خلق توازن مع طهران بعد المشاركة الإيرانية ودور قاسم سليماني في تكريت».
مشاركة :