إنسانية الإمارات واجهت التحدي في اليمن وسجلت مواقف مشرفة

  • 3/26/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عدن: «الخليج» أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ انطلاق «عاصفة الحزم» في ال 26 من شهر مارس/ آذار عام 2015، ثم في عملية «إعادة الأمل» أنها قوة خير وإنسانية تجلت بوضوح في إسهاماتها وأدوارها المحورية والاستراتيجية على الصعيدين الإنساني والعسكري في اليمن، بردع انقلاب ميليشيات جماعة الحوثي الموالية لإيران وإخماد الحرب التي أشعلها الحوثيون ودمرت مقدرات ومقومات ومؤسسات الدولة والخدمات العامة، وهو ما انعكس بشكل سلبي على اليمن واليمنيين. على مدار السنوات الأربع، كثفت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جهودها الإنسانية والإغاثية والتنموية في المحافظات والمدن اليمنية المحررة من أجل تلبية احتياجات الشعب اليمني الضرورية في ظل الظروف الإنسانية الصعبة. كما أطلقت مبادرات عدة لمكافحة المجاعة والأوبئة، ووفرت الزي المدرسي للطلاب اليمنيين في المحافظات المحررة. وعلى سبيل المثال فقد بادرت هيئة الهلال، العام الماضي، 2018، بخطة متكاملة لإعادة إعمار الساحل الغربي بتكلفة 107 ملايين و100 ألف درهم تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.واحتلت دولة الإمارات المركز الأول كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية المباشرة في حالات الطوارئ على مستوى العالم للشعب اليميني خلال عام 2018، كما احتلت المركز الثاني بعد السعودية كثاني أكبر مانح للدعم الموجه لخطة الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن للعام نفسه.ولعبت المساعدات الإماراتية دوراً فاعلاً في تنفيذ وإنجاح جهود الأمم المتحدة وخططها الإغاثية في اليمن، وتركزت أغلبية المساعدات المقدمة في المحافظات الشمالية كصنعاء وتعز والحديدة والمناطق الشمالية الأخرى، استناداً إلى خطط وأولويات منظمات الأمم المتحدة. وأطلقت دولة الإمارات بمشاركة السعودية مبادرة «برنامج إمداد»، لتوفير 500 مليون دولار أمريكي من أجل محاربة الجوع في اليمن، وكدعم إضافي للمساعدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في قطاع الغذاء، مع التركيز على معالجة سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة، والنساء الحوامل والمرضعات، من خلال الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية.وكانت للإمارات إلى جانب مختلف دول التحالف العربي خلال عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، بصمات واضحة وجلية ساهمت في إنقاذ اليمن واليمنيين من كارثة الأزمة والحرب التي حصدت أرواح أكثر من عشرة آلاف قتيل، وسجلت عشرات الآلاف من النازحين والجرحى والمصابين بالأمراض والأوبئة أبرزها الكوليرا، فضلا عن الملايين الذين يواجهون خطر المجاعة بعدما أصيبت الخدمات بالشلل التام جراء الانقلاب. وتعد جميع تلك الأدوار والإسهامات والمواقف الإماراتية المشرفة امتداداً لمسيرة الخير والعطاء منذ عهد مؤسس دولة الإمارات رائد الخير والإنسانية الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو ما حظي بترحيب وتقدير واسعين على مختلف المستويات الرسمية والشعبية في اليمن. أدوار وإسهاماتمنذ الوهلة الأولى لتحرير مدينة عدن من الانقلابيين، في منتصف شهر يوليو عام 2015؛ وذلك في إطار عملية «السهم الذهبي»، لعبت دولة الإمارات أدواراً محورية وإستراتيجية شملت تقديم الدعم العسكري لقوات الشرعية جيشاً وشرطة، تدريباً وتسليحاً، حتى تحقق التحرير في مناطق عدة، كما تزامنت تلك الانتصارات مع أدوار إنسانية إماراتية لا تقل أهمية ومكانة عظيمة عن الأدوار العسكرية عبر أياديها البيضاء ممثلة بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة «خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية» و«جمعية أم الإمارات»، وغيرهما من المؤسسات الخيرية، وذلك عن طريق جسور جوية وبحرية نقلت المساعدات الإغاثية والإنسانية من الغذاء والدواء ومستلزمات النهوض بالخدمات الأساسية في جوانب الكهرباء والمياه والصرف الصحي والتعليم والثقافة والصحة والاهتمام بدور ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، والمشاريع الخيرية للأيتام وأسر شهداء الحرب، وبرزت المساهمات الإماراتية الفاعلة في إعادة الروح للمنشآت والمؤسسات الحيوية والاستراتيجية وفي مقدمتها قصر معاشيق الرئاسي، ومطار عدن الدولي، ومشاريع بناء وحدات سكنية في سقطرى وحضرموت، وكذا المساهمة في بناء المؤسستين الأمنية والعسكرية، وتخريج الآلاف من القوات في عدن ولحج وأبين والنخبة الحضرمية والشبوانية، كما اهتمت بتأهيل السلطة القضائية. دعم ومساعداتوترجمت دولة الإمارات حجم مساعداتها الإنسانية والإغاثية المقدمة لليمن واليمنيين بالأرقام على أرض الواقع، وذلك من خلال بلوغ إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة للشعب اليمني منذ شهر أبريل/ نيسان عام 2015م حتى شهر يوليو/ تموز عام 2018م، نحو 13 ملياراً و 98 مليون درهم إماراتي ما يُعادل حوالي 3 مليارات و 81 مليون دولار أمريكي، حيث استحوذت المساعدات ما نسبته 34.5 في المائة وبقيمة قدرها 4 مليارات و 82 مليون درهم إماراتي ما يُعادل مليار و 31 مليون دولار أمريكي. واستحوذت المساعدات التنموية على 65.4 في المائة من قيمة المساعدات بمبلغ 9 مليارات و 14 مليون درهم ما يُعادل مليارين و49 مليون دولار أمريكي، وذلك للمساهمة في جهود إعادة الإعمار في عدد من المحافظات اليمنية المحررة وتوفير سُبل المعيشة والاستقرار في مختلف المجالات، كما شملت المساعدات الإماراتية المقدمة لليمن 14 قطاعاً رئيسياً من قطاعات المساعدات، وتضمنت 45 قطاعاً فرعياً، وهو ما يدل على شمولية المساعدات الإماراتية واحتوائها لكافة مظاهر الحياة، وذلك بهدف المساهمة في توفير الاستقرار والتنمية في اليمن. وبلغ إجمالي ما قدمته دولة الإمارات من مساعدات إلى اليمن منذ بداية العام الحالي 2018، مبلغ وقدره 3 مليارات و 75 مليون درهم إماراتي ما يُعادل مليار و3 ملايين دولار أمريكي، ومن ضمن المساعدات الإماراتية مليار و71 مليون درهم إماراتي ما يُعادل 466 مليوناً و500 ألف دولار أمريكي، كاستجابة لخطة الأمم المتحدة الإنسانية لليمن، و730 مليون درهم إماراتي ما يُعادل 198 مليوناً و800 ألف دولار أمريكي، كمساعدات إنسانية مباشرة. وحصلت دولة الإمارات العربية المتحدة وفقاً لخدمة التتبع المالي «FTS» لتوثيق المساعدات في حالات الطوارئ الإنسانية والتابعة للأمم المتحدة، على المركز الأول عالمياً، كأكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية الطارئة إلى الشعب اليمني لعام 2018، كمساعدات تنفذ بشكل مباشر، وذلك نظير تقديم الإمارات مساعداتها الإنسانية لليمن منذ بداية عام 2018 حتى ال 5 من شهر أغسطس/ آب عام 2018. وأشاد البرلمان الأوروبي بالمبادرات الإنسانية والتنموية التي تضطلع بها دولة الإمارات حالياً في اليمن، مؤكداً أن الهلال الأحمر الإماراتي يعد من المنظمات الإنسانية الفاعلة والمؤثرة في المنطقة. وأكد حيوية الأنشطة والبرامج الإغاثية والمشاريع التنموية التي تنفذها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية على الساحة اليمنية التي تشهد تحديات إنسانية كبيرة.

مشاركة :