يتصدّر قائمة أهمّ عروض اليوم الثالث من أسبوع باريس للأزياء الجاهزة لخريف وشتاء السنة المقبلة عرض دار " كارفن " Carven، التي تخلّت مؤخّراً عن المصمّم "غيوم هنري"، الذي شغل منصب المدير الفني لهذه الدار 6 سنوات، استطاع خلالها أن يوقظ هذه الدار من سباتها بإعطائها روحاً جديدة وعصريّة. وقد خلفه في هذا الموسم الثنائي الفرنسي ألكسي مارسيال Alexi Marcial وأدريان كيلودو Adrien Caillaudaud، اللذان قدّما عرضاً، ألهمتهما تفاصيله أناقةُ المرأة الباريسية La parisienne، في عرض للأزياء العصريّة و الأنيقة، غلبت عليها السراويل الضيّقة والتنانير القصيرة التي تُذكّر بولع الباريسيّات بالموضة في حقبة الستينات. اتّسمت الأزياء بالأقمشة المطبّعة برسومات زهريّة وبالـ"الجاكار". وللتذكير، فإنّ إدخال السراويل في عرض دار "كارفن" يُعتبر خطوة جديدة في سجلّ هذه الدار، التي عُرفت منذ تأسيسها على يد مدام كارفن، سنة 1945، بتصميم الفساتين والتنانير. ومرة أخرى، يؤكّد لنا المصمّم ألبير ألباز عبقريته ومكانته في عالم الموضة، إذ قدّم عرضاً راقياً وأنيقاً ومنوّعاً، يرقى بسمعة وشهرة دار "لانفان" Lanvin. تلاعب هذا المصمّم بالأزياء الأنيقة، خصوصاً الفساتين ذات الخطوط المحدّدة، حيث وضع عليها لمسته الراقية من خلال الحزام الجلدي الذي يُحيط بصدور العارضات، ومن خلال المعاطف الشتوية على شكل "كاب". ثمّ شيئاً فشيئاً انتقل إلى أزياء متعدّدة التفاصيل، من حيث القصّات والخامات التي شملت الصوف والفرو والجلد والأقمشة المطرّزة والمخطّطة والمخمليّة. تميّز العرض بالكثير من الاكسسوارات مثل القبّعات والأحزمة والأحذية الشتوية العالية، و كذلك بحقائب اليد. أعاد عرض دار "بالمان" Balmain إلى الواجهة موضة "البليسيه" الذي دمغ معظم أزياء العرض، خصوصاً السراويل والفساتين الطويلة، التي جاءت عريضة وفضفاضة، مع التنوع بالأقمشة، التي شملت المطبّعة والمخطّطة، إلى جانب طغيان الألوان الصارخة، خصوصاً الأخضر والبرتقالي والأزرق والأحمر. أمّا عرض "باربارا بوي"، فقد غلب عليه اللونان الأبيض والأسود. وجاءت القصّات هادئة وأنيقة، وتحمل إمضاء هذه المصمّمة. غلبت على العرض الفساتين القصيرة والطويلة ذات الفتحات الجانبية الجريئة، إلى جانب السراويل والجاكيتات الجلدية. لعبت المصمّمة بثنائيّة الجلد والفرو، حيث تخلّلت المعاطف الشتوية المصنوعة من الفرو بعض الخطوط الجلدية. مجموعة Manish Arora كانت غنية ومتنوعة كعادتها، وطبعاً خارجة عن المألوف، اجتعت فيها عدة مصادر مختلفة للوحي، أبرزها كان لقاء للحضارات الشرقية مع الغربية، كما إلهام من الأزياء التقليدية للقبائل الأفريقية، بالإضافة إلى المحاربين الخياليين في الأساطير القديمة، وقدم كل ذلك على مجموعة متنوعة من الملابس التي تضاربت ألوانها بشكل مُلفت بين الصارخ والداكن، مع إكسسوارت مُبتكرة أبرها زينة الوجه، والرأس والأحذية المستوحاة من روّاد الفضاء. أما Julien Dossenaفقد قدم مجموعة جريئة وواثقة لـ Paco Rabanne، وكشفت عن نضج لدى المصمم الشاب، بدأت بالقصّات الجامدة والمعمارية لفستاين قصيرة وواسعة مع سحاب فضي من الأمام، لتصبح أكثر انسيابية وتفرُّد وخاصة مع التصاميم التي صُنعت من البلاستيك الشفاف والذي استعمل على الفساتين وعلى السروايل، لتصبح أكثر أنوثة ونعومة في نهاية المجموعة مع الأقمشة الشفّافة المُرهفة، لكن كل ذلك كان ضمن إطار مُبدع وحرفة عالية في الخياطة. سيعجبك أيضاً: أسبوع باريس في يومه الثاني: أزياء شتوية الخامات وربيعية الألوان أسبوع باريس في يومه الأول: الأولوية للمصممين الشباب
مشاركة :