لندن: «الشرق الأوسط أونلاين» أصيب السفير الأميركي لدى كوريا الجنوبية مارك ليبرت بجروح اليوم (الخميس) طعنا بالسكين، حين هاجمه ناشط قومي معارض للتحالف العسكري بين بلاده والولايات المتحدة. وعقب ذلك اتصل الرئيس الأميركي باراك اوباما بالسفير ليتمنى له "الشفاء العاجل"، وفق ما أعلنت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي برناديت ميهان، فيما نددت وزارة الخارجية "بشدة بعمل العنف". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف في بيان "نؤكد ان السفير الاميركي في جمهورية كوريا مارك ليبرت تعرض لاعتداء صباح الخميس في سيول بينما كان يلقي خطابا". واضافت "ندين بقوة عمل العنف هذا"، مطمئنة الى ان حياة السفير "ليست في خطر" وانه يتلقى العلاج في احد مستشفيات سيول. واوضحت الوزارة ان السفارة الاميركية في سيول تنسق مع السلطات الامنية المحلية. وخضع الدبلوماسي لعملية جراحية ناجحة لمعالجة جرحين عميقين في خده ويده اليمنى، وهو الآن في حالة مستقرة، حسب الاطباء الجراحين. ومن المتوقع ان يقضي يومين او ثلاثة قيد المراقبة في المستشفى. وهاجم الناشط الذي كان يحمل بحسب الشرطة، سكين مطبخ طوله حوالى 25 سنتم، السفير مارك ليبرت اثناء مشاركته في فطور بمعهد سيجونغ الثقافي وسط سيول. وقال كيك يونغ - مان المتحدث باسم المجلس الكوري للمصالحة والتعاون الذي نظم اللقاء انه كان يشارك في الفطور حين "ظهر هذا الرجل فجأة من بين الجمهور عند بدء الفطور. حاول البعض اعتراضه لكن كل شيء حصل بسرعة. أصيب السفير في وجهه ونقل الى المستشفى". وكانت قناة "واي تي ان" التلفزيونية الإخبارية نقلت في بادئ الأمر عن مصدر في الشرطة وشهود عيان ان الرجل هاجم ليبرت بشفرة حلاقة. وأعلنت الشرطة ان المهاجم يدعى كيم جي-جونغ وعمره 55 عاما، وسبق أن أدين بتهمة رشق السفارة اليابانية في سيول بحجارة في العام 2010. وقال قائد الشرطة المحلية المكلف التحقيق في الحادث يون ميونغ-سون، ان المهاجم "أوقف على ذمة التحقيق ونحن نحاول معرفة دوافع هجومه". وفي مشاهد فيديو صورت فور وقوع الهجوم أظهرت عملية نقل السفير على عجل خارج المبنى وهو يضع يده على خده الايمن المدمى، فيما اليد الاخرى يظهر عليها جرح ينزف ايضا. من جهتها، أدانت رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هيي الاعتداء، معتبرة انه هجوم على التحالف العسكري بين البلدين. وأعلنت في بيان ان "هذه الافعال لا يمكن القبول بها لأن ما حصل ليس اعتداء جسديا على السفير (مارك) ليبرت فحسب، وانما ايضا على التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة". وكانت بارك نفسها تعرضت لهجوم بالسلاح الابيض في العام 2006 خلال حملة انتخابية وحكم على مهاجمها بالسجن عشر سنوات لإدانته بمحاولة القتل. وذكرت وزارة الخارجية ان السفارة الاميركية في كوريا الجنوبية تتعاون مع الشرطة المحلية، مؤكدة ان السفير "تعرض لهجوم صباح اليوم في سيول (مساء الاربعاء في واشنطن) اثناء القائه كلمة". وانقض عناصر اجهزة الامن وشرطيون على المهاجم الذي كان يرتدي الزي الكوري التقليدي الذي هاجم السفير وهو يهتف يشعار مناهض للحرب ومؤيد لاعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية. ويقود المهاجم حركة قومية تنظم تظاهرات ضد اليابان في مجوعة من الجزر التي تسيطر عليها كوريا الجنوبية. ولديه مدونة الكترونية اعرب فيها عن معارضته للمناورات العسكرية المشتركة السنوية التي باشرتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية هذا الاسبوع، معتبرا انها تجعل من المستحيل استئناف الحوار بين الكوريتين. ونقلت وكالة يونهاب عن مصادر في الاستخبارات الكورية الجنوبية، ان المهاجم زار كوريا الشمالية ست مرات بين 2006 و2007. كما حاول اقامة نصب في سيول تكريما لذكرى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل عند وفاته في العام 2011. ومارك ليبرت المقرب من اوباما هو مساعد سابق في وزارة الدفاع للشؤون الآسيوية، تولى مهامه في سيول في أكتوبر (تشرين الاول) وكان ضابط احتياط في البحرية الاميركية خدم في العراق في عامي 2007/ 2008 كعنصر استخبارات تابع للقوات الخاصة.
مشاركة :