شدد الدكتور رفيق صالح، مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)، على أهمية تطوير العمل الزراعي العربي في المناطق الأكثر تعرضا للجفاف والملوحة وندرة المياه من خلال استنباط أصناف وسلالات من المحاصيل تتحمل الظروف المناخية غير المواتية، مشيرا إلى أن المركز يقدم خبراته للدول العربية للمساعدة في تخفيض العجز المائي في الدول العربية، والذي يتجاوز حاليا 50 مليار متر مكعب من المياه سنويا.وقال "صالح"، في ورقة عمل تم عرضها خلال أعمال المؤتمر الإعلامي الثاني حول دور منظمة "أكساد" في التنمية الزراعية المستدامة، والذي عقد في تونس خلال الفترة 24 – 26 مارس 2019، إن مواجهة هذه التحديات يتم من خلال تنفيذ مشروع رفع كفاءة الري في الدول العربي، خاصة أن 85% من الموارد المائية تستخدم في الزراعة، ونشر أصناف القمح والشعير عالية الإنتاجية والتي تزرع بمئات آلاف الهكتارات في الدول العربية وتمتاز بمقاومتها للجفاف والامراض وتعطي إنتاجية جيدة تحت معدلات أمطار 300 مم سنويًا.ودعا إلى تنفيذ مشاريع حصاد المياه بإقامة سدود مائية في العديد من الدول العربية لزيادة المساحات المروية في عمليات الري التكميلي، والحد من الفاقد من مياه الأمطار، في تنفيذ مشروعات رعوية لزيادة الإنتاج الحيواني وزراعة محاصيل أعلاف للاستفادة منها في تنمية الثروة الحيوانية بالمناطق الصحراوية.وشدد على تنفيذ مشروع تحسين حالة زراعة النخيل في 12 دولة عربية، كإحدى أولويات خطط النهوض بزراعة النخيل في هذه الدولة والاستفادة من القيمة المضافة لإنتاج التمور، موضحا أن ذلك يعتمد على أحد أدوار "أكساد"، في إقامة حقول ارشادية نموذجية لتطبيق الممارسات الجيدة في زراعة النخيل، والتي انعكست على المساهمة في زيادة الإنتاجية بحدود 35%، وتحسين نوعية المنتج بتكلفة مليوني دولار.وأشار مدير "أكساد" إلى أنه تم تزويد الدول العربية بالحيوانات الحية التي تلائم الظروف المناخية للمناطق المهمشة، خاصة سلالات الأغنام العواس والماعز الشامي ذات الإنتاجية العالية من الحليب وبنسبة التوائم في الولادات بحدود 65%، وكذلك تزويد الدول بعشرات آلاف من السائل المنوي اللازم للتوسع في عملية التلقيح الاصطناعي بما يضمن زيادة إنتاجية السلالات المحلية في المناطق المستهدفة.ولفت إلى ضرورة الاهتمام بتطوير المراعي في المنطقة العربية وتزويد الدول ببذور النباتات الرعوية المرغوبة والمستساغة من الحيوانات للمساعدة في النهوض ببرامج تربية الماشية والأغنام في المناطق المستهدفة، مشددا على أهمية تطبيق النظم المزرعية المستدامة التي تحقق انتظام عمليات التربية لرؤوس الأغنام والماعز في الأراضي الصحراوية.وقال "صالح" إنه تم تنفيذ مشاريع نموذجية لمقاومة التصحر والكثبان الرملية بمساحات مختلفة لمساعدة الدول العربية المتضررة من ظاهرة الكثبان الرملية في حماية مشروعات الإنتاج الزراعي والحيواني من مخاطر زحف الرمال، موضحا أن ذلك يتم بزراعة النباتات الرعوية المقاومة للجفاف وإقامة مصدات بمواد متوفرة في المنطقة.وأشار مدير "أكساد" إلى تنفيذ بحوث حول إعادة إستخدام مياه الصرف الصحي في ري محاصيل الاعلاف وأشجار الغابات، وكذلك الري بالمياه الرمادية المعالجة ومياه الصرف الزراعي والمياه محدودة الملوحة، لرفع كفاءة استخدام الموارد المائية المتاحة وتقليل الفاقد من هذه المياه لتلبية احتياجات زراعة الأشجار الخشبية والزراعات غير الغذائية.من جانبه، قال الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين ومدير مكتب "أكساد" في القاهرة، إن المركز ينفذ عددا من المشروعات في مصر، خاصة بمحافظة مطروح، في مجال حفر الآبار وإنشاء السدود وتوفير شبكات الري لصغار المزارعين، منها إنشاء 710 آبار مياه صالحة للشرب بالصحراء الغربية، موضحا أن هذه المشروعات تهدف لتوفير مياه الصالحة للشرب من خلال حصاد مياه الأمطار، وتبلغ سعة هذه الآبار من 100 إلى 150 مترا مكعبا للاستخدام المنزلي، خصوصا في المناطق الجافة وشبة الجافة بالمناطق الأكثر احتياجا بالمحافظة.وأضاف "خليفة"، في تصريحات صحفية على هامش اجتماعات تونس، أن هذه الآبار تم تنفيذها بمناطق رأس الحكمة ومرسى مطروح والنجيلة وسيدي براني، كما شملت إنشاء آبار جديدة وإعادة تأهيل الآبار الرومانية بالمشاركة مع الأهالي وبكفاءة عالية خلال عام، حيث يستفيد من هذه الآبار حوالي 10 آلاف مواطن من قاطني المناطق الصحراوية، فضلا عن تنفيذ عدد آخر من الآبار وتطهير الآبار الرومانية ذات السعة التخزينية التي تصل إلى 1000 متر مكعب من المياه.
مشاركة :