«مشاكل» الشركات الناشئة.. وكيفية حلها؟

  • 3/26/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

* د. بلقيس دنيازاد عياشي – تعيش الأسواق المالية حالة تغير مستمر فالعملاء مزاجيون والصناعات متقلبة، لذلك وجب على الشركات أن تكون مستعدة لمواكبة هذه التغيرات، وإعادة بعث نفسها في كل مرة بغية المحافظة على مكانتها في السوق وضمان استمراريتها. مع تزايد التعقيد مع مرور الوقت أصبحت ظروف السوق العالمية أكثر صرامة، الاتجاهات تتغير بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، ومطالب العملاء لا تتوقف أبداً، كما أن السوق أصبح مكانًا مربكًا أكثر من أي وقت مضى، لا عجب أن هناك توقًا متزايدًا للتعبير عن التعقيد، في الواقع نعتقد أن التبسيط هو ما تحتاجه الشركات تمامًا، فمع وجود نشاط تجاري يتميز بالبساطة يمكنك أن تكون أقرب ما يمكن لعملائك بينما تعمل في نفس الوقت بأقصى قدر من الكفاءة، ولديك أكبر فرصة لنجاح الأعمال حتى في الأوقات العصيبة. تؤكد العديد من الدراسات أن هنالك ثلاثة مشاكل أساسية تواجه الشركات في جميع أنحاء العالم، حيث تتمثل في: 1- تقلب الأسواق في ظل ارتفاع معدلات الابتكار والتكنولوجيات الجديدة والحواجز المختلفة أصبحت الأسواق متقلبة بشكل متزايد، كما أن عروض الاستحواذ والرغبة في ابتلاع شركات أخرى منافسة زادت الطين بلة، بل أصبح تقلب الأسواق بالنسبة للمستثمرين عاملا أساسيا في تحديد ما إذا كان الاستثمار مناسبًا أم لا، لذلك أعتبر من قبل العديد من الاقتصاديين أهم المشاكل التي تعاني منها الشركات الناشئة باختلاف أنواعها. 2- تزايد طلبات العملاء نعلم أن طلبات العملاء والمستهلكين لا تتوقف، بل تتميز بالاستمرارية والتجدد من حيث الخدمة والأسعار، فكلما زادت الرغبات وتنوعت الطلبات، كلما أصبح من المهم تقديم تجربة إيجابية للعملاء، فإذا كنت ترغب في الحفاظ على عودة العميل، عليك أن تتقن فن مواكبة رغباته المتكررة، والظاهر أن إتقان هذه المهمة بنجاح في هذه الظروف يكاد يكون مستحيلًا، لأن المستهلكين يريدون المزيد من المنتجات والمزيد من الخدمات في نفس الوقت الذي يتطلب فيه المزيد من البساطة والاختيار الأكثر تخصيصًا، كما هو الحال في قياس السفر لدينا، لا ينبغي عليك ببساطة تقديم محفظتك بالكامل والأمل في الأفضل، ما عليك القيام به هو تصفية المعلومات بناءً على تفضيلات العميل الشخصية وسلوكه السابق. 3- مواكبة التكنولوجيا التكنولوجيا في تطور رهيب على جميع الأصعدة، سواء في طريقة الإنتاج أو التسويق وحتى في خدمات ما بعد البيع، كما أن المنافسة بين الشركات الناشئة في مواكبة عصر الرقمنة يلعب دورا رئيسيا وأمرا حاسما في المحافظة على مكانة الشركة في السوق، لذلك أعتبرت التكنولوجيا بمثابة تحدي للشركات الناشئة في هذا العصر ومقياسا لإمكانية بقائها أو ابتلاعها من قبل شركات أخرى. حلول المشاكل يمكن اعتبار المشاكل السابقة سلاحا ذو حدين للشركات، إذ أنها تحمل فرص عمل كبيرة، لكن لا يمكننا تجاهل المخاطر التي تنطوي عليها، لذلك يؤكد الخبراء أن التمسك بأسلوب البساطة هو الحل. 1- البساطة تعد أساليب التصنيع المعقدة وغير المتبلورة أمراً مربكاً للمساهمين والموردين، فالعملاء ليسوا متأكدين في من يلجأون إليه، وغالبًا ما تجد الشركات نفسها في مأزق بين هدفين استراتيجيين، من ناحية تحرص على جعل عروضها بسيطة بقدر الإمكان من خلال الجمع بين المنتجات والخدمات المختلفة والعمل كمتوقف واحد، ولكن هذا يأتي على حساب تعقيد تشغيلي كبير، ومن ناحية أخرى إذا كانوا يرغبون في الحفاظ على عملياتهم بسيطة قدر الإمكان، مما يعني إنتاج بسعر رخيص والحصول على منتجات جديدة في السوق بسرعة، لذلك يجب عليهم التركيز. لذلك كلما وسعوا نطاق عرض منتجاتهم لخدمة أكبر عدد ممكن من العملاء أصبحوا أكثر قابلية للاستبدال، حيث يكمن التحدي في تقديم أكبر قدر ممكن من الراحة للعملاء من خلال التبسيط، مع تقليل مستوى التعقيد داخل الشركة. 2- حدد عرضك يجب عليك كقائد أعمال أن تفكر أيضًا في النقاط الشائكة التي يمكنك التخلص منها في منتجاتك وخدماتك أو في اتصالات عميلك، على سبيل المثال، يمكنك تقديم المنتجات كخدمة، واستئجارها بدلاً من بيعها، فعلى سبيل المثال قامت سلسلة فنادق The Marriott hotel chain باختيار قناة توزيع مباشرة جديدة من خلال الشراكة مع Alibaba، مما أتاح لها الوصول إلى أكثر من نصف مليار عميل صيني، العمل مع منصة كبيرة هو استراتيجية شراكة ناجحة. 2- العمل الأساسي بعد توضيح عرض القيمة الخاص بك للعملاء، تحتاج إلى إلقاء نظرة فاحصة وجيدة على عملياتك، لذلك وجب عليك معرفة الأنشطة الضرورية من أجل تلبية عرض القيمة الخاص بك، وما هي الخدمات التي يمكن أن تتحصل عليها من خلال عملك، ففي السابق كان يُنصح في كثير من الأحيان الشركات بالاختيار بين «صناعة أو شراء»، أما اليوم فالبديل هو «الإتقان والشريك»، لأن أيام سلسلة القيمة الكلاسيكية قد ولت، فنحن نعمل الآن في عالم من شبكات القيمة. لذلك من الضروري التركيز على عملك الأساسي للمضي قدماً، كما أن مفتاح التبسيط الناجح هو التمييز بين الأنشطة الأساسية وغير الأساسية. 3- توجيه المؤسسة الخطوة الثالثة والأخيرة هي التأكد من أن الشركة وهياكلها تتبع المبدأ التوجيهي للتبسيط، يتعلق الأمر بتطوير المهارات ونقلها إلى المؤسسة، فالشركات الناجحة تعمل بشكل متكرر في شبكات داخل مؤسستهم، وغالبًا ما يكون لديهم مخططات تنظيمية «مملة» تعتمد على مراكز التميز، لكنهم يعملون في فرق متعددة الوظائف يتم تكييفها باستمرار لتناسب الظروف الجديدة. في الأخير وجب التأكيد على أن سياسة التبسيط لا تتم مرة واحدة، بل هي مهمة مستمرة في ظل التطور الرهيب الذي تشهده الأسواق العالمية. * دكتوراه في الاقتصاد والتأمينات والبنوك

مشاركة :