نظم النادي الثقافي العربي ندوة بعنوان "مرصد اللغات العربية وأخواتها في عام"، في مركزه بالحمرا، بحضور ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عضو لجنة الحوار الإسلامي - المسيحي د. محمد السماك، والرئيس فؤاد السنيورة، والوزير السابق خالد قباني، وهدى طبارة ممثلة نازك الحريري، وممثل السفارة الإسبانية غابرييل سيستياغا، إضافة إلى شخصيات ومهتمين. وافتتحت الندوة بكلمة النادي ألقتها نرمين الخنسا، فرحّبت بالحضور وتمنت للمرصد النجاح، وشدّدت على دور النادي منذ تأسيسه 1944 في مجالات الثقافة على تنوعها. وتبعتها شريكة المرصد في مشاريعه، المديرة العامة لمؤسسة رفيق الحريري، سلوى السنيورة بعاصيري، التي لخّصت شراكة المؤسسة في أنشطة المرصد، مشيرة إلى الشريك الثالث، وهو السفارة الإسبانية في بيروت، ومشددة على أهمية تعدد اللغات الذي لا يحول دون أهمية العربية ودورها الرائد. أما مدير البيت العربي في مدريد، بدرو مارتينز آفيال، فتوقف على أهمية العربية في إسبانيا والدور الذي يؤديه البيت العربي، متمنيًا النجاح للمرصد، ومبديًا الاستعداد للتعاون. وشدد سفير إسبانيا في لبنان خوسي ماريا فرّيه على استمرار تعاون السفارة مع مؤسسة الحريري وجامعة القديس يوسف، كما كانت الحال في عهد أسلافه، لا سيّما منهم السفيرة الراحلة ميلا غروس. وبارك وزير الثقافة د. غطاس خوري مثل هذه المشاريع المميزة التي تذكّر بانفتاح لبنان على اللغات والثقافات وهو ثروة لبنان الحقيقية. وأثنى رئيس جامعة القدّيس يوسف، البروفيسور سليم دكاش اليسوعي، على أنشطة النادي وعلى دعمه لمشاريع المرصد واستقباله له، كما ذكّر بشراكة المرصد ومؤسّسة الحريري والسفارة الإسبانية، ثم شدد على خروج الجامعة إلى المجتمع والآخرين وتوقف على علاقة الآباء اليسوعيين بالعربية وتوسع بكتاب "غرائب اللغة العربية" للأب رفائيل نخلة اليسوعيّ، وما تضمنه من كنوز العربية. ورأى أن تعدد اللغات لا يحول دون العربية مذكّرًا بأهمية العربية واهتمام الغرب بها ممثلا على ذلك بدور البيت العربي في مدريد، ومعهد العالم العربي في باريس. وختم بقول مأثور جاء فيه: "وأنا من كان يحسب أن لغتي هي أبهى اللغات وأدقّها أدركت أن لسائر اللغات عليها أكثر من يد بيضاء". ثم تحدث مدير مرصد اللغات في جامعة القديس يوسف البروفيسور هنري عويس عن "شؤون وشجون اللغة وخصوصية البلد الصغير والتعبير في أزمة كمحاور يعمل عليها المرصد"، عارضا لـ "خريطة العمل من خلال الرسوم البيانية وفريق العمل وما هو متوقع". وتطرق إلى "المشاريع التي أطلقها المرصد، ومنها العربية ترتدي ثوب الإسبانية... ألف ليلة وليلة نموذجا، المفردات المهاجرة من العربية الى الفرنسية، العربية والتقلبات الاجتماعية والسياسية والثقافية في عدد من الدول العربية". ثم عرضت د. لمى الحسيني لـ "نتائج دراسة أجريت في جامعة القديس يوسف حول استخدام المصطلحات في اللغة العربية، خصوصا في وسائل الإعلام"، لافتة إلى "كيفية تعامل جريدتي النهار والأخبار مع العديد من المصطلحات اللغوية التي تأخذ أولوية حسب الملفات المطروحة". وفي الختام، جرى حوار ونقاش حول وسائل حماية اللغة العربية في عصر التكنولوجيا. وقد غصّ مركز النادي بالحضور والمهتمين يتقدمهم وزير الثقافة الذي منح البروفيسور سلفادور بينيا درع وزارة الثقافة، تقديراً لجهوده التي اثمرت نقل كتاب ألف ليلة وليلة إلى الإسبانية. وانتقلت الندوة إلى الحوار حول "ألف ليلة وليلة بحلته الإسبانية". فكانت سلسلة من الأسئلة وجّهها مدير المرصد هنري عويس إلى كل من سلفادور بينيا وميغال كنيادا حول علاقتهما بالعربية ومدى العلاقة القائمة بينها وبين الإسبانية وتحديدهما للثنائية اللغوية التي كرّسا عملهما الجامعيّ لها. يذكر أن الندوة بدأت بالوقوف دقيقة صمت لراحة نفس سفيرة إسبانيا السابقة ميلا غروس التي أحبت لبنان، وساهمت فيه بالمشاريع والأنشطة الثقافيّة.
مشاركة :