أكد الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه «لا يوجد اتفاق على وقف إطلاق النار» مع قطاع غزة، مضيفاً أن الدولة العبرية «لديها مجموعة أهداف لم تنفذها بعد». وأتت هذه التصريحات فور وصول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى مطار اللد، بعد ما قطع زيارته «التاريخية» للولايات المتحدة، متوجهاً مباشرة إلى مقر وزارة الدفاع في تل أبيب لإجراء مشاورات أمنية. وأضاف الجيش أن تعليمات نتنياهو تتضمن مواصلة شن الهجمات على القطاع، مضيفاً أن الغارات الجوية، التي نفذت خلال الـ24 ساعة الماضية، كانت الأشد والأعنف منذ الحرب في صيف العام 2014، وشملت بنى تحتية ومكاتب ومصانع. كما شملت مكتب إسماعيل هنية الذي يضم أجهزة عدة لحركة «حماس». وبالتزامن يواصل الجيش نقل تعزيزات عسكرية إلى مناطق في «غلاف غزة»، بعد دفعه بآلاف الجنود إلى «الغلاف» منذ مساء الاحد تحسباً لأي طارئ. وشوهدت أمس طوابير من الشاحنات التي تحمل دبابات وناقلات جند ومدفعية في طريقها إلى حدود غزة. ويسود الهدوء الحذر القطاع المحاصر جواً وبراً وبحراً والمستوطنات المحيطة، لكن الطائرات الإسرائيلية تحلّق بكثافة في الأجواء.في المقابل، أعلن الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم، عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية مصرية وأممية، لكن تل أبيب لم تعلن أي شيء من جانبها، حسب قوله، وقصفت فجر أمس أهدافاً مدنية ومنشآت حكومية ومواقع في القطاع، ما أدى لإصابة سبعة مواطنين بجروح. وردّت فصائل المقاومة بقصف مستوطنات في «غلاف غزة» بعشرات الصواريخ. من جهته، كتب محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، أن الجيش يستعد منذ 3 سنوات للحرب الرابعة على قطاع غزة، وربما قد تكون خلال العام الحالي. وبحسب تقديراته للوضع، جرت خلال السنة الأخيرة، 11 جولة قتالية، ويتصاعد التوتر على السياج الحدودي، وأن قيادة أركان الجيش أدركت قبل شهور أن هناك «إنذارا إستراتيجياً للتدهور نحو الحرب». ووفق فيشمان، فإن تركيز القوات في محيط القطاع، يشير إلى أن «الحملة العسكرية في هذه المرة ستتركز على القوات الجوية، بينما تبقى القوات البرية جاهزة لأي تدهور قد يحصل». وحسب التقديرات الإسرائيلية، فإنه يوجد لدى «حماس» نحو 5 آلاف صاروخ، ولدى «الجهاد الإسلامي» نحو 8 آلاف، وبإمكان الحركتين إطلاق مئات الصواريخ يوميا، بما في ذلك قذائف الهاون، علما أنه خلال حرب 2014، أطلق ما معدله 170 صاروخاً يومياً لمدة 51 يوماً. كما أنه يوجد لدى «حماس» نحو 37 ألف مقاتل، مقابل 6 آلاف مقاتل لدى «الجهاد»، وهي مسلحة أيضا بعشرات منصات إطلاق القذائف المضادة للدبابات، والطائرات المسيرة، إضافة إلى قوات بحرية مسلحة بأسلحة متطورة، ومنظومات دفاعية تحت الأرض.وقال مراسل إذاعة الجيش تساحي دبوش، إن «حماس أرعبت إسرائيل في الجولة الحالية وإن يدها كانت العليا». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان، إن «الرد على قصف تل ابيب، لم ينتج عنه إصابة أي فلسطيني». ورأى أن «معايير الرد الإسرائيلي على غزة هي إفلاس أمني وأخلاقي».
مشاركة :