استطاعت «عاصفة الحزم» للتحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، تقليص حجم المشروع الإيراني الخاص في اليمن، واقتربت من تحقيق جميع أهدافها العسكرية التي تتمثل في إنهاء انقلاب ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وتدمير الصواريخ البالستية، وتأمين المحيط الإقليمي العربي وجنوب الخليج من المد الفارسي. مع بداية دخولها العام الخامس باتت «عاصفة الحزم» اليوم على مشارف مران بمديرية حيدان بصعدة مسقط رأس زعيم ميليشيات الحوثي الإيرانية عبدالملك الحوثي، وباتت أصوات المدافع والرصاص تسمع لديه بوضوح لتذكره بأن العاصفة اقتربت من قطع رأس الأفعى، واقتلاع النبتة الإيرانية من اليمن، في مهدها صعدة حاضرة السلام اليمني. ويقول أركان حرب محور علب قائد اللواء التاسع مشاة جبلي في صعدة، العميد أديب الشهاب، لـ«الإمارات اليوم»، أن ذكرى «عاصفة الحزم» تأتي وقد وصلت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي إلى مسقط رأس عبدالملك الحوثي في مران بمديرية حيدان بصعدة معقلهم الرئيس، بعد أن تم دحر عناصرهم 85% من الأراضي اليمنية، حتى وصلت المعارك إلى معاقلهم في صعدة وصنعاء وحجة وقريباً في عمران وذمار. وأضاف شهاب «اليوم، انتقلت عمليات العاصفة والتحالف إلى واقع جديدة، يتمثل باقتلاع نبتة إيران من جذورها، لمنع عودتها إلى تهديد الدولة اليمنية والأمن الإقليمي الخليجي والعربي، واقتربت كثيراً من تحقيق الهدف الأول لها والمتمثل في إنهاء الانقلاب وعودة الشرعية اليمنية، ولن يكون إلا باقتلاع وإنهاء الانقلاب من مهده في مران صعدة التي باتت مدفعية وأسلحة الجيش والتحالف تستهدف كهوف وضريح ومعالم الحوثي فيها». وأكد شهاب أن التحالف تمكّن من إفشال الأسلحة الاستراتيجية للميليشيات وإيران، والتي كانت تهدد بها الأمن العربي والملاحة الدولية، وأصبحت الميليشيات اليوم عاجزة عن تحقيق أي مبادرة عسكرية أو تقدم في أي جبهة حتى صواريخها البالستية أصبحت محيدة، وطائراتها المسيرة الإيرانية التي تتغنى بها الميليشيات لم تحقق أي إصابة ناجحة سوى استهداف المدنيين. وأشار إلى أن التحالف العربي عبر عملياته في طار «عاصفة الحزم» و«الأمل»، ومساندته الجيش اليمني تمكن من دفع الميليشيات تحت ضغوط دولية إلى طاولة الحوار، وكشفهم أمام الرأي العام العالمي بأنهم عبارة عن ميليشيات مراوغة، لا تعرف معنى السلام والتعايش السلمي، وإنما تنفذ أجندة تخريبية خارجية، بهدف زعزعة أمن واستقرار ليس اليمن وجنوب الجزيرة العربية والخليج، بل الاستقرار العالمي، من خلال استهدافها خطوط الملاحة الدولية في الحبر الأحمر وباب المندب. من جانبه، أكد قائد جبهة مقبنة في غرب تعز، العقيد حميد الخليدي، لـ«الإمارات اليوم»، أن «عاصفة الحزام»، وبعد تحرير المناطق الجنوبية ومأرب وأجزاء كبيرة من الجوف وصعدة وتعز والبيضاء وحجة، باتت تمسك بزمام المعارك الميدانية. وأضاف الخليدي أن القوات اليمنية مدعومة بالتحالف تمكنت من الوصول إلى صنعاء، وطرق أبواب العاصمة بعد سيطرتها على مديرية نهم التي تبعد على مطار صنعاء 40 كم، وهي من المناطق الحاكمة في العملية العسكرية، إلى جانب تمركزها على بعد 20 كم من جنوب العاصمة في جبهة صرواح بمأرب، فضلاً عن وصولها إلى نقيل ابن غيلان الاستراتيجي المطل على عدد من المناطق. وأشار الخليدي إلى أن الجيش وبعد مرور أربع سنوات ودخول العام الخامس للعاصفة بات يتمركز في 90% من أراضي الجوف التي تقع شرق العاصمة صنعاء، وهي مناطق حاكمة تشرف على معاقل الميليشيات في صعدة وصنعاء وعمران. وبشأن تعز، أكد الخليدي أن استكمال تحريرها يحتاج إلى ترتيبات عسكرية نوعية، باعتبارها البوابة الكبرى لتحرير ما تبقى من اليمن. تطور عسكري نوعي من جانبه، قال رئيس تحرير موقع رأي اليمن، الصحافي المقرب من قيادة الجيش اليمني، خليل العمري، لـ«الإمارات اليوم»، إن «جبهات التحرير المختلفة في اليمن تشهد تطورات نوعية في الأداء من قبل الجيش اليمني الذي تمت إعادة تأهيله بالكامل، بجميع قطاعاتها، ووحداته القتالية، وأصبح اليوم هو من يخوض المعارك في أهم المناطق الوعرة التي يتم فيها محاصرة الميليشيات والمتمثلة في الهضبة الوسطى لليمن، وبات على مقربة من تحقيق التأمين الكامل للملاحة الدولية في البحر الأحمر». عوائق الحسم السريع وحول أسباب طول فترة الحرب، يرى قادة عسكريون يمنيون أن انتقال المعارك إلى الوسط اليمني الكثيف بالسكان، مثل تعز والحديدة وصنعاء، جعل التحالف يتخذ مع الجيش اليمني استراتيجية عسكرية تتناسب مع تلك المناطق، كي تتجنب سقوط مدنيين كثر فيها، فضلاً أن تلك المناطق تحتاج إلى استراتيجية عسكرية مختلفة تتوافق مع طبيعتها الجغرافية، عكس ما كان يتبع في تحرير المناطق الساحلية، الممتدة من أبين جنوبا إلى الحديدة غرباً. وأشاروا إلى أن المشهد العسكري اليوم في اليمن يؤشر إلى قرب نهاية ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، في ظل الرفض الشعبي والقبلي لهذه العصابة التي ترفع شعارات مذهبية وطائفية دخيلة على اليمن، دولة وشعباً، وما حدث ويحدث في حجور حجة والفقر وحبيش في أب وعتمة بذمار وهمدان في صنعاء، ما هو إلا مؤشر واضح على قرب حدوث انتفاضة شعبية واسعة ضد الميليشيات في المناطق التي تسيطر عليها، وستلقى مساندة كبيرة ودعماً من قبل التحالف والشرعية اليمنية، وستشكلان حالة فريدة لتحقيق أكبر انتصار على المشروع الإيراني في اليمن. «التحالف» وعبر عملياته في إطار «عاصفة الحزم»، ومساندته الجيش اليمني، تمكن من دفع الميليشيات تحت ضغوط دولية إلى طاولة الحوار.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :