غرقت فنزويلا، أمس الثلاثاء، مجدداً في الظلام، بعد انقطاع شبه شامل للتيار الكهربائي، توقفت على إثرها شبكة الإنترنت، وخدمات النقل، وتوزيع المياه، في مدن عدة بينها العاصمة كراكاس، وأعلنت الحكومة معها عطلة، مرجعة الحادث إلى اعتداء «استهدف محطة الكهرباء الرئيسية في البلاد»، مشيرة بأصابع الاتهام إلى المعارضة السياسية التي رفضت بدورها الاتهامات الحكومية بالمسؤولية عن «حرب الكهرباء».وبدأ انقطاع التيار الكهربائي، في كراكاس، ومدن فنزويلية أخرى، وتوقّفت خدمات شبكات توزيع المياه، وغرقت المباني التي تفتقد للمولّدات، وبينها مستشفيات، في ظلام دامس. وخلت طرقات العاصمة تقريباً من المارة. وتشكّلت طوابير لركاب الحافلات القليلة التي كانت لا تزال تعمل وسط إغلاق محطات المترو، وتوقّف قطارات الأنفاق. وأغلقت المتاجر.وتجددت المخاوف لدي الفنزويليين من شلل مماثل للذي أصاب البلاد قبل أسبوعين، حين استمر الانقطاع أسبوعاً كاملاً. وليلاً عاد التيار لساعات، ثم انقطع مجدداً، لاسيما في المطار الدولي قرب كراكاس، حيث جرى تسجيل الركاب يدوياً بسبب توقّف الحواسيب. وأعلنت الحكومة، أمس، عطلة للعمال، والمدارس لتخفيف الضغط عن الشبكة.وصرّح وزير الاتصالات خورخي رودريجيز: «نحن ضحية اعتداء استهدف توليد الطاقة الكهربائية، ونظام التوزيع بخاصة في محطة جوري الرئيسية»، محملاً المسؤولية للمعارضة بقيادة رئيس البرلمان الفنزويلي خوان جوايدو المعترف به رئيساً بالوكالة من خمسين دولة حول العالم. ورفض جوايدو اتّهامات الحكومة، وقال، إن عمالاً في شركة الكهرباء أبلغوه بأن سبب الانقطاع هو«حمولة زائدة على أحد المحوّلات». وتساءل في «تويتر»: «كيف يمكنهم تكرار ذريعة حرب الكهرباء والتخريب، في حين يحتاج شعبنا إلى اليقين وسط انقطاع كهربائي جديد».وشهدت فنزويلا في 7 مارس/‏ آذار الجاري، انقطاعاً للتيار الكهربائي استمر أسبوعاً، وقضى خلاله أكثر من 12 مريضاً في المستشفيات، وتوقّف قطاع النقل العام.في سياق متصل، أكدت وسائل إعلامية، أمس الأول، وصول عسكريين روس إلى فنزويلا لإجراء مباحثات بشأن التعاون في مجال صناعات الدفاع. وقال مصدر دبلوماسي رفض كشف هويته إن روسيا وفنزويلا «بينهما عدد من العقود التي يتم تنفيذها، وتشمل عقوداً في مجال التعاون العسكري والتقني». لكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال، أمس الأول، إن بلاده «لن تقف مكتوفة الأيدي» فيما ترسل روسيا قوات إلى فنزويلا، وذلك في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرجي لافروف. (وكالات)