أكد المغرب أمام المؤتمر الوزاري الذي انعقد بمراكش، الحاضرة المغربية ذات الطابع الإفريقي العريق، الرؤية الوحدوية والمتضامنة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في بناء تجمع إفريقي قاري منسجم ومتماسك وفي هذا الإطار، جدد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي في كلمته الافتتاحية، بكل قوة ووضوح، أمام المؤتمر الخاص بدعم المسلسل السياسي للأمم المتحدة المتعلق بالنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية بمشاركة 37 دولة إفريقية أن انتظارات القارة الإفريقية تجسد تطلعات الأجيال الجديدة من الشباب للانطلاق بآمال واثقة نحو مستقبل جماعي أفضل. وجدير ذكره في هذا السياق، أن القرار رقم 693 الصادر عن الاتحاد الافريقي (نواكشوط - يوليوز 2018) جدد التأكيد على الاختصاص الحصري للأمم المتحدة في بحث هذا النزاع في أفق التوصل لحل سياسي وواقعي متوافق عليه. إن هذه الروح الوحدوية ليست وليدة ظرف استثنائي بل إنها تجسيد ملموس لثوابت وأسس الدبلوماسية المغربية إزاء قارته الإفريقية الذي يرتبط بها المغرب بجذور روحية وروابط وجدانيةعميقة ومصالح حيوية على مختلف المستويات الاستراتجية والاقتصادية والسياسية والأمنية والتنموية. فعلى هدي هذه الرؤية الإفريقية الملتزمة أعلن العاهل المغربي أمام القمة 28 (أديس أبابا -يناير 2017) بمناسبة استعادة عضويته الطبيعية داخل الأسرة المؤسساتية الإفريقية، تماثلًا مع انتمائه الإفريقي الراسخ ودفعا لدينامية علاقاته الثنائية المتنامية بأن المغرب سينكب على لم شمل إفريقيًا بعيدًا عن أي نقاش عقيم أو تفرقة. إن وفاء المغرب لهذه التوجه الإفريقي يرتكز على إرث تاريخي مشرف في تأسيس المنتظم الإفريقي، وفي دعم حركات التحرر الوطني ضد الاستعمار على امتداد إفريقيا شمالا وجنوبا، والحرص على دسترة انتمائه الإفريقي الذي برهن عليه دائما بمشاريع مهيكلة ومساهمات منتجة لتحقيق اقلاع حقيقي لإفريقيا لإخراجها من التهميش عبرشراكات طموحة متعددة الأبعاد تهم في المقام الأول التنمية المستدامة والاندماج الاقليمي، فضلا عن مناصرة الشرعية والاستقرار والأمن والسلم. ومن هذا المنطلق، فإن مؤتمر مراكش مبادرة عملية مخلصة على طريق تعبئة الجهود الإفريقية للقطيعة مع الرواسب المبتذلة وصياغة رؤية متزنة ومتناغمة مع الأولويات الإفريقية الملحة في مقابل طروحات عفا عنها الزمن تغذيها نزعات التفرقة والانقسام وحسابات زائفة تحاول تحريف مسار الاتحاد الافريقي عن نهجه السليم.
مشاركة :