غابت دواوين الشعر الشعبي الجديدة عن معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام غياباً ملحوظاً، وذلك خلافاً للأعوام السابقة التي كانت المنافسة فيها قوية بين الشعراء الشعبيين لمسابقة الزمن ولتسجيل حضورهم في هذه المناسبة الثقافية المهمة بإصدارٍ جديد، حتى لو اقتصرت مادة ذلك الإصدار على قليل من التغريدات الشعرية وكثيرٍ من الصفحات الفارغة. هذا الغياب ترتّب عليه غياب الشعراء عن منصات التوقيع ومن ممرات المعرض ودور النشر التي كانت تزدحم بهم، وقد طرح الشاعر المعروف عايض الظفيري تساؤلاً عن حقيقة «الأمر الذي أشغل الشعراء عن معرض الكتاب هذا العام»، وهو تساؤل وجيه لا بد أن يقفز إلى ذهن المتابع الذي اعتاد خلال السنوات الخمس الماضية على رؤية الشعراء وسيل إصداراتهم في المعرض. وقد تنوّعت الآراء في تعليل غياب الشعراء وإصداراتهم بين الاعتقاد بأن إصدار الديوان بهدف التوقيع في معرض الكتاب «موضة» لفظت أنفاسها الأخيرة، وبين القول بأن الشعراء انشغلوا هذا العام بحدث كبير آخر هو مهرجان الملك عبد العزيز للإبل، واتجهت أنظارهم إلى الإبل وإلى «جيوب» أصحابها بعد انشغال قصير بأضواء معرض الكتاب، إضافةً إلى آراء أخرى تُعلّل هذا الغياب بتوفّر أماكن جيّدة عديدة أتاحت للشعراء نشر جديدهم والالتقاء بالمعجبين والمعجبات في أجواء أفضل!. وحقيقة أميل بصورة أكبر لتعليل ما حصل من غياب للشعراء بإحساس كثير منهم بعدم جدوى نشر ديوان مطبوع لمجرد تأكيد الحضور في معرض الكتاب، ولمجرد مزاحمة المؤلفين، فصاحب الإصدار قد يشعر بشيءٍ من النشوة والسعادة فور إصدار ديوانه، لكنه سيشعر بكثير من المرارة والحسرة لاحقاً إمّا لاستعجال نشر مادة شعرية غير ناضجة، أو لإدراكه بأن الناشر هو المستفيد الأكبر من هذه العملية نظراً لاستحواذه على نصيب الأسد من أرباح المبيعات تاركاً الفُتات وأقل القليل له. إصدار الديوان المطبوع خطوة مهمة تخدم الشاعر المبدع خدمةً كبيرة إذا جاءت في وقتها المناسب، لكنها تحوّلت في السنوات القليلة الماضية إلى خطوة عبثية وسلبية تساهم في نفور المتلقين من إنتاج الشاعر، لا سيما بعد أن أصبح إصدار ديوان مطبوع كل عام تزامناً مع معرض الكتاب هدفاً لفئة من الشعراء الشباب بغض النظر عن جودة المحتوى المنشور. أخيراً يقول فيصل العطاوي في الأم: سيرتك ما مثلها فالحب سيرة من بشاير مولدي حتى وفاتي في حياتي أنا أحب أشياء كثيرة وأنتي أكثر شيء أحبّه في حياتي
مشاركة :