أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، حرص بلاده على مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى نجاح الجهود المصرية في التصدي بنجاح لانتقال اللاجئين من مصر عبر البحر المتوسط. وأعلن السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس البلغاري رومن راديف إطلاق مجلس الأعمال «المصري- البلغاري» المشترك. وأكد أنه بحث مع نظيره البلغاري سبل تعزيز التعاون المشترك والتنسيق الأمني في مواجهة خطر الإرهاب. وأضاف السيسي أنه عرض الرؤية المصرية بشأن ضرورة وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب للتعامل مع مختلف جوانب تلك الظاهرة، بما في ذلك التصدي للجهات والدول الداعمة والمساندة للجماعات والمنظمات الإرهابية والمتطرفة. وقال الرئيس المصري: «إن القاهرة ملتزمة بأمن شركائها، وإنها تتعامل مع ملف الهجرة غير الشرعية في إطار المسؤولية المشتركة وتحمل الأعباء، وعدم التركيز على الحلول الأمنية فقط من دون معالجة جذور المشكلة الاقتصادية والتنموية في دول المصدر». وصرح بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بأن الرئيسين المصري والبلغاري عقدا جلسة مباحثات ثنائية، أعقبها جلسة موسعة، ضمت وفدي البلدين، حيث أشاد السيسي بالعلاقات التاريخية بين البلدين، ومعرباً عن التطلع لتعزيز التعاون الثنائي بينهما في ضوء الخطوات الإيجابية البناءة التي تمت مؤخراً بين مصر وبلغاريا. من جانبه، أكد الرئيس البلغاري الحرص على استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين في مختلف المجالات، وكذلك التطلع لتطوير وتعزيز علاقات بلغاريا مع مصر لإرساء دعائم الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وذكر المتحدث الرئاسي المصري أن المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، أخذاً في الاعتبار أن مصر تعد أكبر شريك تجاري لبلغاريا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، فضلاً عن التعاون في مجال الطاقة بمختلف أنواعها، كما تباحث الرئيسان حول فرص تعزيز التعاون في مجال السياحة وسبل زيادة حركتها، وتطرقا أيضاً إلى سبل التعاون في مجالات الزراعة، والصناعة، والثقافة، والتعليم، والتعاون العسكري والأمني. وأضاف المتحدث المصري أنه تم خلال المباحثات استعراض عدد من القضايا الإقليمية، حيث أكد الرئيسان أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى حلول سلمية لتلك القضايا، بما يحفظ بالمقام الأول كيان الدولة الوطنية. كما استعرض السيسي خلال المباحثات الجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب، مشيراً سيادته إلى أهمية قيام المجتمع الدولي بالتعامل مع جذور آفة الإرهاب من خلال مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد والأسباب كافة. وقد أعرب الرئيس البلغاري عن تثمينه للجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب، وبالتجربة المصرية الناجحة في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكداً الحرص على مواصلة التعاون مع مصر على مختلف المستويات للتصدي للتحديات التي تواجه ضفتي المتوسط.