بعد المشاركة الأخيرة لقوات الحرس الثوري الإيراني، تحت قيادة الجنرال قاسم سليماني مع القوات العراقية لتحرير مدينة تكريت ، علامات استفهام كبيرة طرحت عن نوايا إيران التوسعية في المنطقة. و الواقع أن تدخل القوات الإيرانية في العراق ليس جديداً ، فهي تدعم مباشرة المليشيات الشيعية ، إضافة إلى مساعدتها للأكراد في شهر أغسطس الماضي، عندما هدد تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية مدينة أربيل. كما ساهمت في منطقة ديالى في الشرق. و هذا أعطى تفوقاً للميليشيات الشيعية على حساب السنة، الذين زادت خشيتهم، معتبرين إياها قوات احتلال. و لم يعد خفياً أن إيران تسعى للتوسع في المنطقة، حيث أصبحت محاربة تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية حجة لتنفيذ أهدافها، أمريكا من جهتها فضلت غض الطرف على التدخل الإيراني تجنباً لمواجهة وضع فوضوي و توسع لداعش في المنطقة. حتى نحلل أبعاد التدخل العسكري الإيراني في إطار العملية الرامية إلى استعادة تكريت التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية،ينضم إلينا د. حسن ياري هوشانغ،أستاذ العلوم السياسية بالكلية العسكرية الملكية بكندا. يورونيوز،ماريا سارسالاري: خلال الحرب العراقية الإيرانية، التي دامت ثماني سنوات،ماكانت إيران تتوقع التوجه إلى مسقط رأس صدام حسين، إلى تكريت،أما اليوم، فالقوات الإيرانية شكلت جبهة موحدة مع نظيرتها العراقية، لاستعادة تكريت. ماهو حجم الحضور الإيراني العسكري في العراق، وخاصة في تنفيذ هذه العملية؟ حسن ياري هوشانغ،أستاذ العلوم السياسية بالكلية العسكرية الملكية بكندا: لا توجد معلومات دقيقة عن عدد الجنود، لكن ماهو مهم هو أن الإيرانيين يسيطرون على معظم ما يرتبط بالعملية. ويرجع ذلك إلى وجود القائد العسكري قاسم سليماني وبعض القادة من ضباط الحرس الثوري الإيراني.يمكننا القول: إن جنود حرس الثورة الإيرانيين هم الذين يقومون بهذه العملية. يورونيوز،ماريا سارسالاري: هل إن القوة المرابطة في عين المكان، قادرة على أن تخرج تنظيم الدولة من تكريت؟ حسن ياري هوشانغ،أستاذ العلوم السياسية بالكلية العسكرية الملكية بكندا: بالنظر إلى العدد ممكن جدا، فيقدر عدد الجنود بثلاثين ألفا، وهو عدد كبير فضلا عن ذلك،يوجد من قدموا للمساعدة سواء من عناصر حزب الله، أو من حرس الثورة. ولذلك،فبالنظر إلى العدد المذكور،نقول :إنه ينبغي عليهم أن يكونوا قادرين على تحقيق الانتصار. ويجب أن نرى ما إذا كانت تلك القوات قادرة أيضا على خوض معارك أو لا؟ نجد أن القسم الأكبر،من الجنود يحظى بتدريب أما القوات المدنية المحتشدة،فهي غير مدربة وكذلك أولئك الذين جاؤوا من منطلق عقيدي للقيام بالقتال.يبقى القول:إنه يلزم النظر إلى من سينتصر في هذه الحرب الإيديولوجية؟ لأن قوات تنظيم الدولة الإسلامية جاءت بدوافع نابعة عن رؤية اعتقادية أيضا.ينبغي أن ننتظر لنرى كيف ستتقاتل القوتان، ومن منهما ستتنتصر في المعركة. يورونيوز: وماذا لو تحولت إلى حرب استنزاف؟ حسن ياري هوشانغ،أستاذ العلوم السياسية بالكلية العسكرية الملكية بكندا: لو تحول الأمر إلى حرب استنزاف، فإن ذلك يعني أن القوات العراقية لن تمنى بالخسارة لسبب وهو أن عددها كبير بالمقارنة مع تنظيم الدولة الإسلامية.ثم إن النجاح في استعادة تكريت من عدمه،يحدد بالضرورة كيف ستكون مجريات الأحداث في الموصل. يورونيوز: مسؤول القوات المسلحة الأميركية في الشرق الأوسط، أكد أن قواته لم تنسق مع طهران.لكنه ذكر أن الأميركيين،يراقبون النشاطات العسكرية الإيرانية،هل يمكننا أن نستخلص القول: إن الأميركيين فوضوا ضمن اتفاق تكتيكي الإيرانيين للقيام بتلك العمليات على الأرض؟ حسن ياري هوشانغ،أستاذ العلوم السياسية بالكلية العسكرية الملكية بكندا: ذلك هو حال الأمر فعلا،الأمر المهم في هذا الشأن هو أنه لا يوجد اقتتال بين الايرانيين والأميركيين . ويعني ذلك أن تنسيقا ما حدث. الشق الثاني من سؤالك مهم أيضا، هل إن الأميركيين تركوا الإيرانيين لإنجاز العمليات البرية؟ بكل تأكيد، نعم. الولايات المتحدة غير مستعدة لإشراك قواتها في حرب اجتياح بري في العراق أو في سوريا. ثم إن أميركا،مغتبطة، حين ترى أن قوات أخرى ومقاتلين عراقيين وإيرانيين وبيشمركة يقومون بمساعدة تحقيق الاستراتيجية الأميركية في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.
مشاركة :