أدانت الصحف السعودية الصادرة صباح اليوم، الإعلان الأمريكي بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، مؤكدة أن محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير في الحقائق شيئًا.فمن جانبها رأت صحيفة (عكاظ) ـ في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان (الاحتلال لا يغير حقائق التاريخ) ـ إن إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المخالف للقواعد السياسية الأمريكية المستقرة منذ عشرات السنوات قابله العالم شرقا وغربا بالإدانة والتنديد، واعتبرته المملكة مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة ومبادىء القانون الدولي، ليس هذا فحسب بل وذهبت خطوة أبعد من ذلك عندما حذرت من آثاره السلبية الكبيرة على مسيرة السلام في الشرق الأوسط وأمن واستقرار المنطقة، مجددة التأكيد خلال جلسة مجلس الوزراء أمس على موقفها الثابت بأن الجولان أرض عربية سورية محتلة.واختمت الصحيفة تعليقها مؤكدة أنه إذا كانت الإدارة الأمريكية جادة في تحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة فإنه يتعين عليها أن تعيد النظر في موقفها قبل فوات الأوان، فلا يمكن أبدا أن تكون حقائق التاريخ والجغرافيا لعبة انتخابية سواء أمريكية أو إسرائيلية.فيما أكدت صحيفة (اليوم) ـ في افتتاحيتها ـ التي جاءت بعنوان (خطوة خطيرة لا تحمد عقباها) أن هذا الإجراء الأحادي يمثل تهديدا لأمن المنطقة واستقرارها، وسوف يبقي جذوة التوتر مشتعلة في وقت تنظر فيه دول العالم بترقب لظهور حل سلمي قاطع ينهي الصراع القائم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي استنادا إلى منطوق الشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، وإن ضم مرتفعات الجولان إلى الكيان الصهيوني يؤثر سلبا وبشكل مباشر على مختلف الخطوات الإيجابية المطروحة لتسوية أزمة الشرق الأوسط القائمة على أسس راسخة قوامها العدل والإنصاف.ورأت الصحيفة أن قرار الضم وغيره من القرارات المجحفة لتمرير أي مكسب سياسي تعتبر استنادا إلى منطوق القانون الدولي لاغية ولا أثر لها، واتخاذها في ظروف دقيقة يسعى المجتمع الدولي وكافة الدول المحبة للأمن والاستقرار والسيادة لوضع التصورات المنطقية والآمنة للوصول إلى حل سلمي ينزع فتائل الصراع والتوتر في المنطقة، واتخاذها في ظل هذه الظروف يعقد تلك التصورات ويقودها إلى المجهول ويدخل الأزمة بكل تعقيداتها في نفق مظلم لا بصيص لنور في نهايته.واختمت الصحيفة مؤكدة أن انحياز البيت الأبيض للكيان الصهيوني والارتماء في أحضانه وتنفيذ أجنداته السياسية القائمة على العدوان والتسلط لا يخدم الخطوات الحثيثة التي يبحث ساسة دول العالم عن قنواتها المؤدية إلى تحقيق سلام فعلي في المنطقة، كما أن الانحياز من جانب آخر سوف يلحق أفدح الأضرار بالمصالح الأمريكية في دول يهمها توطيد علاقاتها مع دولة عظمى يفترض أن تضطلع بأدوار متوازنة لمعالجة معضلة كأداء تعد من أطول وأعقد القضايا السياسية التي لم يشهد لها العالم مثيلا في العصر الراهن والبحث عن حلحلتها بطريقة عقلانية وسلسة وراجحة.وتساءلت صحيفة (الرياض) ـ في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان (اغتيال السلام) : ماذا بقى للسلام فى الشرق الأوسط بعد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وبعد اعترافها بسيادة إسرائيل على الجولان المحتلة فى إجراءات أحادية الجانب من الإدارة الأمريكية، دون أي اعتبار للقرارات الدولية التي ترفض الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة في العام 67، ولم تبقَ للإدارة الأمريكية أية فرصة لعرض مشروعها المقرر للسلام مع انحيازها التام غير المسبوق لإسرائيل.كما تساءلت الصحيفة قائلة "منْ بعد تلك الإجراءات سيصدق أن واشنطن ستكون وسيطًا محايدًا في أية عملية سلام مقبلة؟..مشيرة إلى أن إجراءات الإدارة الأميركية وانحيازها التام لإسرائيل تعني أننا أمام مرحلة جديدة من فرض الأمر الواقع دون النظر للنتائج السلبية المترتبة عليها، ما يؤدي إلى استغلال الجماعات المتطرفة لهذه الإجراءات لتنفيذ أجنداتها كما حدث مع (القاعدة) و(داعش) اللذين استغلا أحداث المنطقة أسوأ استغلال للترويج لأهدافهما عبر ادعاءاتهما الزائفة عن استعادة الأراضي المحتلة.
مشاركة :