يُقيم مشروع ذاكرة الكاريكاتير، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، في الرابعة عصر غد الخميس، ندوة بعنوان "الكاريكاتير وثورة 1919"، احتفالًا بمرور مئة عام على ثورة 1919، بالمكتبة.يشارك في الندوة الباحث عبدالله الصاوي مؤسس مشروع ذاكرة الكاريكاتير، والفنان محمد عبلة مؤسس متحف الكاريكاتير بالفيوم، والفنان عمرو فهمي، وتدير الندوة الفنانة دينا عبدالجواد.وقال الباحث عبدالله الصاوي، إن الكاريكاتير من أهمّ الأدوات الصحفية التي تجلت فيها ثورة 1919 بكلّ أحداثها الكبرى، وكذا بكل ما نتج عنها من صراعات سياسية بين الوفد وزعيمه - سعد زغلول- وبين بقية التيارات السياسية كالأحرار الدستوريين والقصر، ومن هنا أيضًا كان من المنطقي أن تتوقف أية محاولة لبناء ذاكرة كاريكاتيرية لمصر عند ثورة 1919؛ إذ إنها تمثل المرحلة الثانية من تطور الكاريكاتير بعد مرحلة التأسيس الممثلة في يعقوب صنوع. ذلك أن الكاريكاتير مثل أحد الأدوات المهمة في التأريخ للثورة.وأوضح الصاوي أنه أسس مشروع "ذاكرة الكاريكاتير" بمبادرة فردية عام 2012، ونجح في العام نفسه من توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، والجمعية المصرية للكاريكاتير، لاستكمال المشروع. ويهدف المشروع إلى جمع وتوثيق كافة الرسوم الكاريكاتيرية في الدوريات العربية والأجنبية، وكذلك كتب الكاريكاتير العربية والأجنبية، وما يتعلق بها من مواد صحفية في الفترة الزمنية من عام 1877، حيث ظهور مجلة "أبو نظارة" ليعقوب صنوع، مرورًا بالحقبة الليبرالية المصرية، وتتوقف المرحلة الأولى للمشروع عند إندلاع ثورة 23 يوليو 1952.وقد تمكنت خلال السنوات الستة الماضية من جمع ما يقرب من مائة ألف رسم كاريكاتيري بجهد فردي دون الحصول على أي مساعدات مالية من أي جهة داخل مصر أو خارجها، ويتم التجهيز الآن لموقع إليكتروني يحمل اسم "ذاكرة الكاريكاتير"؛ وهي الخطوة التي ستمكننا في مرحلة تالية من إتاحة هذا العمل إليكترونيًا لإفادة الطلبة والباحثين والمهتمين بالمجال.وتابع أن هذا العمل سيُعيد اكتشاف أعمال أسماء أسست لفن الكاريكاتير ولعبت أدورًا فى تطوره ونضجة أمثال جوان سِنتيس، وعلي رفقي، وبرنار، وألكسندر صاروخان، ومحمد عبدالمنعم رخا، وغيرهم الكثير، كذلك سيمكننا هذا المشروع من إخضاع الشخصيات الكاريكاتيرية التى أعتبرت أيقونات للنقد السياسي فى الصحافة المصرية إلى التأويل والتفسير البحثي كشخصيات المصرى أفندى وابن البلد ورفيعة هانم وثري الحرب وغيرها من الشخصيات، التي عكست حالة عامة في المجتمع المصري وقتها، مما يجعل الكاريكاتير أداة ابستمولوجية "معرفية" لقراءة سسيوتاريخية، تعكس ديناميكا الواقع المصري منذ أواخر القرن التاسع عشر وصولًا إلى ثورة 23 يوليو 1952، فمنها سنتمكن من استقراء الخريطة الطبقية والتوازنات الاجتماعية للبنية الاجتماعية، التى عكستها الرسوم الكاريكاتيرية.
مشاركة :