الجنود العراقيون يدخلون مدينة استراتيجية على مشارف تكريت

  • 3/7/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صلاح الدين: «الشرق الأوسط» دخلت قوات الحكومة العراقية وأفراد ميليشيات تدعمها إيران مدينة على المشارف الجنوبية لمدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين في وقت متأخر من مساء أمس في إطار مواصلة أكبر هجوم حتى الآن ضد متشددي تنظيم داعش الذين سيطروا على شمال العراق العام الماضي. وقال قادة عسكريون، إن قوات الجيش وباقي القوات ومعظمها ميليشيات شيعية استعادت السيطرة على مدينة الدور على مشارف تكريت. ولم يتضح على الفور، أن القوات سيطرت بالكامل على المدينة. وذكر بعض المسؤولين أن الجنود لا يزالون في المناطق الجنوبية والشرقية من المدينة التي شهدت تفجيرات قنابل من قبل مقاتلي «داعش» المتقهقرين. لكن هادي العامري قائد أكبر جماعة شيعية مسلحة تشارك في العملية قال إنه تم تحرير الدور بالكامل وإن القوات ستتقدم صوب بلدة العلم وهي بلدة مهمة أخرى شمالي تكريت غدا (اليوم) السبت. وأعلن رائد الجبوري محافظ صلاح أمس عن تحرير قضاء الدور 25 كم جنوب تكريت مركز محافظة صلاح الدين بالكامل. وقال الجبوري لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوات الأمنية ومقاتلي الحشد الشعبي وأبناء العشائر في صلاح الدين تمكنوا من تحرير قضاء الدور بالكامل من سطوة مسلحي تنظيم داعش بعد احتلال دام عدة أشهر». وأضاف الجبوري، أن «عناصر مسلحي تنظيم داعش هربوا بشكل جماعي من القضاء أمام تقدم القوات الأمنية العراقية الساعية لتحرير بقية قرى ومدن محافظة صلاح الدين». وهذا هو اليوم الخامس في عملية الجيش، الذي انضم له آلاف من أفراد ميليشيات شيعية تدعمها إيران وتقدم لها المشورة، لاستعادة السيطرة على تكريت وهي أكبر هدف حتى الآن في حملة لدحر التقدم الذي حققه مقاتلو التنظيم العام الماضي. وينطوي هجوم الجيش الذي يقوده الشيعة والميليشيات المتحالفة معه على تكريت في قلب الأراضي السنية في العراق على أهمية رمزية للجانبين. وقال مسؤولون أمس، إنهم سيطروا على مزرعة إلى الشرق من تكريت كان يملكها عزة إبراهيم الدوري النائب السابق لصدام وهو الآن حليف وثيق للمقاتلين الجهاديين. والدوري هو المسؤول الوحيد من دائرة صدام المقربة الذي لا يزال طليقا. وكانت تسجيلات زعم أنها له وهو يبايع داعش العام الماضي من العوامل التي ساعدت المتشددين على تصوير أنفسهم بأنهم محررو الأراضي السنية. وتكريت هي أول مدينة كبرى تسعى القوات العراقية لاستعادتها من «داعش» في شمال العراق وتأمل الحكومة أن تؤدي الحملة لتقليص الزخم الذي شهد اجتياح المقاتلين لشمال العراق العام الماضي. ولعبت إيران دورا بارزا في الحملة وشوهد الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس وهي قوة خاصة بالحرس الثوري الإيراني في جبهة القتال هذا الأسبوع وهو يساعد في الإشراف على الهجوم. وعلى النقيض تقول الولايات المتحدة إنها لم تلعب أي دور في هجوم تكريت رغم حملة الضربات الجوية ضد مقاتلي «داعش» في العراق وسوريا. ويتحقق التقدم بشكل تدريجي. وأخلى رتل من الجنود وأفراد الميليشيات في الجناح الشرقي الأراضي من القنابل والقناصة، بينما تقدمت قوات أخرى على طول نهر دجلة من الشمال والجنوب. وقال مسؤولون، إن بعض العناصر من الجيش والميليشيا توقفت أمس لإعادة الانتشار والتعزيز. وقال مصدر في قيادة عمليات سامراء إلى الجنوب من تكريت: «هناك مناطق حررناها لذا يتعين علينا نقل جنود لهذه المناطق لمنع مقاتلي (داعش) من العودة، الأمر مجرد إعادة تنظيم وليس توقفا». وهرب بعض سكان تكريت من مدينتهم قائلين إنهم يخشون من الميليشيات أكثر مما يخشون من قوات «داعش». وثارت هذه المخاوف بسبب دعوات بين بعض الشيعة للانتقام لقتل زهاء 1700 جندي عراقي في يونيو (حزيران) الماضي بعدما أسرهم التنظيم في قاعدة سبايكر العسكرية على مشارف تكريت. وستكون لنتيجة عملية تكريت تداعيات مهمة على شكل وتوقيت عملية أكثر حيوية شمالا لاستعادة الموصل أكبر مدينة يسيطر عليها تنظيم داعش. وسيمنح أي نجاح عسكري سريع الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد زخما وموطئ قدم في الشمال، بينما ستؤدي أي أزمة في تكريت إلى تعطل الخطط في المستقبل. وقد تحدد كيفية معاملة الجيش والميليشيات للسنة في تكريت كيفية استقبال السنة لهم في الموصل. وهاجم المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني أي محاولات للانتقام من المدنيين. وقال مسؤول من وحدات الحشد الشعبي وهو الاسم الذي تعرف به الميليشيات الشيعية، إنهم قدموا الغذاء والمياه والممر الآمن للمدنيين في الأراضي التي استعادوها هذا الأسبوع. وقال المسؤول لـ«رويترز»: «معظمهم رعاة أغنام وماشية ورحالة وعندما يتم تحرير أرض إذا وجدت أي أسرة في مرمى النيران تتوقف القوات المسلحة عن إطلاق النار فورا». وإلى الجنوب من تكريت أفاد مصدر بمستشفى في سامراء بأن متشددي «داعش» هاجموا جنودا ومقاتلي ميليشيات شرق مدينة سامراء بصهريج محمل بالمتفجرات مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 28 آخرين.

مشاركة :