أعلنت شركة "بي. بي" البريطانية العملاقة للنفط أمس توقيع الاتفاقات النهائية لمشروع غرب دلتا النيل لتطوير خمسة تريليونات متر مكعب من موارد الغاز و55 مليون برميل من المكثفات باستثمارات تقدر بنحو 12 مليار دولار مع شركائها. وبحسب "رويترز"، فقد تسهم هذه الصفقة في معالجة أسوأ أزمة طاقة تشهدها مصر منذ عقود، فبعد أربع سنوات من الاضطرابات التي أعقبت انتفاضة 2011 أدى ارتفاع استهلاك الطاقة وانخفاض الإنتاج إلى تحول مصر من مصدر صاف للطاقة إلى مستورد صاف لها، وحدوث انقطاعات متكررة للكهرباء. وقالت "بي. بي"، "إنه من المتوقع أن يبدأ الإنتاج من مشروع غرب الدلتا في 2017 وأن يصل إلى 1.2 مليار متر مكعب يوميا بما يعادل نحو 25 في المائة من الإنتاج الحالي للغاز في مصر، ويسهم بشكل كبير في زيادة معروض الطاقة في البلاد". وأضافت الشركة أن "جميع ما ينتجه المشروع من الغاز سيوجه لتلبية الاحتياجات المحلية"، مشيرة إلى أنها تملك نحو 65 في المائة من المشروع المشترك، وتعتمد مصر اعتمادا شديدا على الغاز في توليد الكهرباء للمنازل والمصانع. وتوقع هشام مكاوي الرئيس الإقليمي لشركة بي. بي شمال إفريقيا، أن شركته تتوقع مضاعفة إمداداتها الحالية من الغاز للسوق المحلية المصرية خلال هذا العقد عندما يصل مشروع غرب دلتا النيل إلى ذورة إنتاجه، ومن المقرر إنتاج الغاز من امتيازي شمال الإسكندرية وغرب البحر المتوسط في المياه العميقة اللذين تديرهما الشركة. وأضافت الشركة أنها "تعتقد وجود إمكانية للتنقيب في المستقبل وإضافة ما بين خمسة تريليونات وسبعة تريليونات متر مكعب أخرى قد تعزز إنتاج مشروع غرب الدلتا باستثمارات إضافية"، مشيرة إلى أن إنتاج حقليها طوروس وليبرا للغاز سيتم ضخه للسوق المصرية عبر شبكة خطوط الأنابيب البحرية الحالية التابعة لمجموعة بي.جي التي تخدم امتياز البرلس. كان رئيس "بي. بي"، قال في كانون الأول (ديسمبر) "إن الشركة تجري محادثات بلغت مرحلة متقدمة قد تعزز الإمدادات إلى مصر المتعطشة للطاقة عن طريق السماح لمنافستها "بي. بي" باستخدام خطوط أنابيبها". وذكر بوب دادلي الرئيس التنفيذي لمجموعة "بي. بي" في بيان أن مشروع غرب دلتا النيل هو أكبر استثمار أجنبي مباشر في مصر ويظهر ثقتنا المستمرة بمصر والتزامنا بالكشف عن إمكاناتها في مجال الطاقة"، مضيفاً أن "إنتاج مشروع غرب الدلتا مهم لأمن الطاقة في مصر". من جانبه، رحب حسام القاويش المتحدث باسم الحكومة المصرية بإعلان مجموعة النفط البريطانية، مؤكدا أنه يتطلع إلى توقيع الاتفاق رسميا الأسبوع المقبل خلال المؤتمر الاقتصادي الذي يعقد من 13 إلى 15 آذار (مارس) الجاري في شرم الشيخ. وقال أشرف سلمان وزير الاستثمار المصري للصحافيين أمس الأول "إنه يأمل أن يشهد المؤتمر الذي تنظمه مصر في شرم الشيخ لجذب الاستثمارات وإنعاش الاقتصاد توقيع عدة اتفاقات مع شركات دولية خصوصا في مجال الطاقة".
مشاركة :