في انعكاس واضح على مدى تأثير أزمة ركود مبيعات النفط الخام ومكثفات الغاز الإيرانية طوال الأشهر الماضية، تعرض وزير النفط بحكومة طهران لانتقادات حادة من برلمانيين أصوليين بسبب ما وصفوه بـ”العجز” حيال تصريف الذهب الأسود. واعتبر محمد دهقان (برلماني إيراني محافظ) أن طريقة عمل بيجن نامدار زنجنة وزير النفط بحكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، قد تسببت في إغلاق أساليب التحايل على العقوبات النفطية التي فرضتها واشنطن ضد بلاده، وفق قوله. وأضاف دهقان عضو اللجنة القضائية في البرلمان الإيراني، أن زنجنة ليس من أهل المخاطرة، لافتا إلى أن علاقات طهران مع حلفائها التقليديين مثل الصين قد تضررت أيضا. وأوضح البرلماني الإيراني أن جسور بلاده الخلفية للالتفاف على العقوبات الأمريكية قد تم تدميرها كذلك، قبل أن يهاجم تصريحات سابقة لوزير النفط كشف خلالها عن عدم وجود أي طلب عالمي لشراء الخام من بلاده رغم حصول دول على إعفاءات نفطية مؤقتة من الولايات المتحدة، لإحداث توازن في أسعار سوق الطاقة على المستوى الدولي. وتساءل عضو كتلة الولاية الأصولية في برلمان طهران عن دوافع بيجن زنجنة للحديث عن رفض دول التواصل مع إيران للرد عليها بشأن طلبيات شراء نفط ومكثفات غاز، مؤكدا أنها لا تعني سوى أننا وصلنا لمرحلة الطريق المسدود، حسبما نقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية (شبه رسمية). وأكد مسؤولون أمريكيون طوال الفترة الماضية سعْي واشنطن إلى تخفيض مبيعات إيران من النفط الخام إلى مستوى صفر برميل، بينما تخفي وزارة النفط الإيرانية أي بيانات دقيقة تتعلق بنسب التصدير، والتي يبدو أنها تراجعت لأقل من 800 ألف برميل يوميا، وفقا لمراقبين. يشار إلى أن بيجن نامدار زنجنة، وزير النفط الإيراني اعترف مطلع الشهر الجاري بسعي بلاده للتحايل على العقوبات النفطية التي فرضتها الولايات المتحدة ضد بلاده في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وقال زنجنة: “لن أسرب خططنا بشأن الالتفاف على حظر تصدير النفط في ظل هذه الضغوط التي تكاد تخنق أعناقنا”. وأشار وزير النفط الإيراني خلال كلمة داخل مجمع بتروكيماويات في مدينة أنديشمك (جنوب)، إلى أن الضغوط الراهنة على صناعة النفط الإيرانية تعد الأصعب منذ توليه منصبه قبل 15 عاما، حسبما نقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية “إيلنا”. وتراجع الطلب العالمي على النفط الإيراني منذ دخول عقوبات أمريكية استهدفت صناعة النفط في إيران، خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ما أثر على حجم الإنتاج اليومي للخام والصادرات للسوق العالمية. وتبيع إيران نفطها عبر البورصة المحلية للطاقة، بأسعار تقل كثيرا عن سعر السوق الرسمي بهدف جذب مشترين جدد، إلا أن محاولاتها لم تنجح في بيع الخام إلا بأسعار تقل 15 – 20 دولارا عن السعر الرسمي.
مشاركة :