صاحب السمو: متحف قطر الوطني يروي قصة شعبنا

  • 3/28/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

·        لا نبني المتاحف لتخزين المقتنيات بل لتنوير الجمهور ·        قطر أصبحت أقوى بكثير منذ يونيو عام 2017 ·        نحافظ على قيمنا وأخلاقنا وهويتنا الحضارية المنفتحة على التطور والتقدم ·        هدفنا بناء اقتصاد قائم على المعرفة والتنمية البشرية ·        أشيد بمبادرة الأمير الوالد وإطلاقه مسيرة تتناسج فيها الحداثة والتراث ·        المواطنون والمقيمون يعملون لتقوية الاقتصاد والحفاظ على كرامة الإنسان   الدوحة - قنا:  تفضّل حضرة صاحب السّموّ الشّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدّى، فشمل برعايته الكريمة حفل افتتاح متحف قطر الوطنيّ في مبناه الجديد، مساء أمس. حضر الحفل سموّ الشّيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي للأمير، وسموّ الشّيخ عبدالله بن خلفية آل ثاني، وسموّ الشّيخ محمد بن خليفة آل ثاني، وسعادة الشّيخ جاسم بن خليفة آل ثاني، ومعالي الشّيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليّة، وسعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى. كما حضر حفل الافتتاح دولة السيد فؤاد أقطاي نائب رئيس الجمهورية التركية، ودولة السيد إدوارد فيليب رئيس وزراء الجمهورية الفرنسية، ومعالي الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح النائب الأوّل لرئيس مجلس الوزراء وزير الدّفاع بدولة الكويت الشقيقة، وصاحب السّموّ السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة بسلطنة عُمان الشقيقة، وسعادة السيدة ميشيل مونتيفيرنغ وزير الدولة للسياسة الثقافية في وزارة الخارجية بالجمهورية الألمانية الاتحاديّة. وحضره أيضاً فخامة السيد نيكولا ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية الأسبق، وسعادة السيدة فيرجينيا ريدجي عمدة بلدية روما بالجمهورية الإيطالية، وسعادة السيدة سوداء محمد أليف المُستشارة بجمهورية أذربيجان، وعدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المُعتمدين لدى الدولة.. بالإضافة إلى عددٍ من كبار الشخصيات في مجال السياسة والثقافة والفنّ والإعلام، وعددٍ من رؤساء الشركات والمؤسّسات العالمية ومديري المتاحف والأكاديميين والمخرجين السينمائيين والمشاهير والمُهتمين بمجال التراث من مختلف دول العالم. وألقى حضرة صاحب السّموّ أمير البلاد المفدى كلمة بهذه المُناسبة فيما يلي نصّها: بسم الله الرحمن الرحيم الضيوف الكرام، السيدات والسادة، نجتمع اليوم لنفتتح المبنى الجديد لمتحف قطر الوطني. لقد تمّ إنشاء المبنى الأصلي لمتحف قطر الوطني عام 1975 في القصر القديم للشيخ عبدالله بن جاسم بن محمد آل ثاني. وأودّ أن أشيد بمبادرة سموّ الأمير الوالد بتوسعة المتحف، وقبل كل شيء برؤيته وإطلاقه مسيرة تتناسج فيها الحداثة مع حضارتنا العربية والإسلامية، والتراث القطريّ. والمبنى الجديد من تصميم المهندس المعماري جان نوفيل -والذي يتميز بتصميمه المبتكر القائم على ظاهرة طبيعية ناجمة عن تشكل الرمال تعرف باسم وردة الصحراء يشمل القصر القديم ويحيط به. وردة الصحراء تسمى عندنا هنا في قطر «قحوف» أو «القحوف». لماذا نبني المتاحف؟ نحن لا نفعل ذلك لنخزن فيها مجموعة المقتنيات الفنية، ولا لعرض الماضي، بل من أجل تنوير الجمهور في قطر ومقيمين وزوار، بماضينا وحاضرنا ومكاننا في العالم. فالمتحف يعرض صياغتنا لماضينا وبيئتنا وتجاربنا في منظور الحاضر. ولهذا فهو صياغة لهويتنا الثقافية العربية القطرية. ليست المتاحف مخزناً للماضي بل هي حاضرنا متجسدًا في كيفية قراءة تاريخنا ومكاننا ضمن الإنسانية عموماً. ويدرك شعبنا أنّ هذا المتحف وغيره من المتاحف التي أنشأناها هنا موجودة من أجلهم، ولزيارتها وتكوين علاقات اجتماعية وقضاء وقت مُمتع بالاكتشاف والتأمّل والحوار. وبسبب التوسّع العمراني السريع والمذهل في هذا البلد، فإننا نتوخّى الحذر في التخطيط، لأننا نريد أن نندرج ضمن التقدم التكنولوجي السريع وتوجهات العولمة السائدة اليوم في العالم لا أن نقاومها، ولكن مع الحفاظ على قيمنا وأخلاقنا وهويتنا الحضارية المنفتحة بحدّ ذاتها على التطوّر والتقدم. يروي المتحف الوطني قصة شعبنا. كما يشجّع على التعرف على طبيعة البلد وآثاره التاريخية واقتصاده ونهضته العمرانية، وغير ذلك الكثير. ويوفر فضاءً للتأمل فيما قامت به قطر، وما تطمح إلى القيام به. ومن خلال مشاركتنا لهذه المعلومات مع الزوّار فإننا نريد عبر المتاحف والمؤسّسات الثقافية الأخرى توفير مناخ للحوار مع الذات ومع الآخر، بما يمنح شعبنا صوتًا مستنيرًا في رسم مُستقبلنا. المتحف الوطني هو نتاج عمل جماعي للعديد من المؤسّسات والأفراد، وهو يمثل ما نحن عليه كبلد يتّسم بفتح الحوار والتعاون في جميع المجالات. ومن خلال برامجه ومعارضه التعليمية، سيقدّم إضافة كبيرة إلى المشهد الثقافي المُتنامي في قطر، بما في ذلك مؤسّساتنا الجامعية وإعلامنا التعدّدي، ومكتبتنا الوطنية التي تحتوي على مليون كتاب بمبناها المتميز الذي افتتحناه العام الماضي، والمعرض السنوي للكتاب والمهرجانات والأنشطة الفنية العديدة في كتارا والأسواق القديمة والمعارض الفنية، والعديد غيرها من المؤسّسات والمُبادرات الأخرى. إنّ هدفنا هو بناء اقتصاد قائم على المعرفة والتنمية البشرية. والنموذج الاقتصاديّ الذي نقدّمه وما يحيط به من ثراء رياضي وثقافي هو في رأينا أفضل مؤشّر على النمو الصحي لأية دولة. كما أنّ المشهد الثقافي الغني أصبح مكوناً اقتصادياً مهماً في السياحة، إذ يثري إقامة الزائر بإضافة الثقافة إلى الترفيه والنقاهة. إن قطر ملتزمة ببرامج العمل المعدة لاستضافة بطولة كأس العالم 2022- الذي هو بمثابة احتفال بالرياضة والفنون والثقافة وروح الجماعة بالتضامن والوحدة التي تربط جميع محبي كرة القدم والأشخاص ذوي النوايا الحسنة من جميع أنحاء العالم. ونحن نضع اليوم لبنة أخرى في بناء مشروعنا الوطني التنموي والحضاري، ومن ضمنه الوعد الذي قطعناه عام 2010 بتقديم بطولة رائعة لكأس العالم 2022. لقد حقّقت دولة قطر العديد من الإنجازات لصالح مُواطنيها، وذلك في مُستوى الحياة ونوعيتها، وفي مجالات التعليم والصحة والبيئة وغيرها. كما أنّها تواصل الترحيب بالقادمين من جميع أنحاء العالم. ويبقى التقدّم من خلال التنوع والتسامح في صميم التزامنا بتنمية ورعاية مُجتمع مُتناغم مُزدهر يتمثّل في نمط عيشنا وسلوكنا المقاد بقيم الإنسانية واللياقة. وقد أصبحت قطر أقوى بكثير منذ يونيو عام 2017. مُواطنوها والمُقيمون فيها يعملون سوية من أجل بناء البلد، وتقوية الاقتصاد والحفاظ على كرامة الإنسان والدّفاع عن الحقيقة، ويتعارفون خلال ذلك ويتبادلون الخبرات، والأهمّ من ذلك أنهم يتبادلون الودّ والاحترام الكبير. بهذا، أعلن افتتاح متحف قطر الوطني. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة :