رموز "القَط العسيري" تثير التساؤلات في "فنون أبها"

  • 3/28/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بين دهشة وانبهار الباحث الفرنسي الشهير في الفنون تيري موجيه، بعراقة فن "القط العسيري"، واكتشاف إحدى التشكيليات السعوديات لرموز فنية عصرية احتواها أحد أعمال "القط" بمنزل في قرية بمنطقة عسير، دار نقاش واسع بين المشاركين في ندوة نظمها فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها، تحت عنوان" مقاربات نقدية في فن القط العسيري". وتركزت النقاش حول دلالات هذا الفن، الذي تحول من فن تزيين الجدران الداخلية للمنازل إلى أحد أشهر الفنون العالمية بعد تسجيله في عام 2017 ضمن القائمة التمثيلية للتراث العالمي غير الماديبمنظمة "اليونسكو". وكان موجيه قد درس فن "القط" فترة إقامته في المملكة قبل 20 عاما وألف كتاباً عنونه "الجزيرة العربية.. حديقة الرسامين"، صدرته مترجما مكتبة الملك عبدالعزيز العامة. وشارك في الندوة التي أقيمت على مسرح الجمعية بقرية المفتاحة التشكيلية الباحث الدكتور سلطان الزيلعي، والفنانة التشكيلية سهام جبران ، وأدارتها رئيسة اللجنة النسائية بفنون أبها أريج حمدي. بدأ الزيلعي حديثه بتحليل للعناصر الجمالية في فن القط، مؤكدا أهمية وجود بحث علمي في مجال الأنثروبولوجيا بعنوان "دراسة البشر وسلوك الإنسان"، لفك رموز فن القط بشكل صحيح. وأبان أن هناك تشابهاً كبيراً بين هذا الفن، وبعض فنون تزيين المنازل في دول أخرى مثل ليبيا، متسائلاً: "هل هذا يدل على هجرات بشرية من جنوب الجزيرة العربية إلى شمال أفريقيا نقلت هذا الفن؟". وتحدث سلطان عن توظيف فن "القط" في الأعمال الفنية الحديثة، مطلقا على هذه المدرسة بـ"الفن التشكيلي الشعبي" نظرا لأنه يستمد رموزه وخطوطه الفنية من رموز ودلالات شعبية. بدروها، أشارت التشكيلية سهام جبران إلى أن هناك تطور حصل لدى رسامات القط قديما حيث تأثرن بتطور الحياة ووجود مخترعات عصرية كوسائل النقل الحديثة، مستشهدة بصور من أحد البيوت القديمة التي تحوي رسومات قط تجمع بين الرموز القديمة للقط مثل "المثلث" و" السعفة" مع رموز حديثة كالسيارة، وطرحت تساؤلاً: "هل هذا يدل على أن الهوية الفنية للقط متغيرة عبر العصور؟". وهو التساؤل الذي رد عليه عدد من الفنانين الحاضرين بالنفي، معتبرين هذا النموذج "حالة نادرة جداً"، ولا يمكن تعميمها، مؤكدين أن رموز وهوية فن القط العسيري عريقة ومتوارثة عبر الأجيال، وأن لكل خط أو رمز دلالة فنية واجتماعية معينة، إذ عرف بثبات رموزه في كل مراحله وهي "البنات"، و" الأرياش"، و"المحاريب"، و"الركون"، و"البلسنة"، و"الأمشاط"، و"المثالث والمخامس"، و"الكف"، و"الشبكة". وشهدت الأمسية مداخلات من أبرزها حديث لإحدى الممارسات لفن القط بشكله التقليدي في المنازل، وهي عزيزة عسيري التي سردت تجربتها في هذا المجال، مبينة أنها لا تستخدم أي مكونات أو ألوان حديثة بل تركز على العناصر التقليدية مثل شعر الماعز والألوان المستخلصة من مساحيق الأحجار الكلسية أو من الطين الملون أومن بعض النباتات والثمار. وأكد مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها أحمد السروي، حرص الجمعية على تنظيم فعاليات تناقش وتحلل جميع جوانب ومظاهر الثقافة والفنون في المملكة عموماً، وعسير خصوصاً، وستواصل تنظيم فعاليات لفنون أخرى.

مشاركة :