السفير نقلي: المملكة ترفض المخططات الإيرانية والموقف الأميركي من إسرائيلية الجولان

  • 3/28/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية أسامة نقلي، التصدي للمخططات الإيرانية في المنطقة، مشدداً على موقف بلاده الرافض للإعلان الأميركي حول إسرائيلية هضبة الجولان السوري المحتمل، وقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، ولفت إلى جهود بلاده في التصدي لتنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة، داعياً إلى إصلاح جامعة الدول العربية. وقال إن المملكة استندت في تعاملها مع القضايا العربية ومستجداتها في المنطقة انطلاقاً من مبدأ الحفاظ على سيادة الدول واستقلالها وأمنها واستقرارها، في ظل وحدتها الوطنية، وسلامتها الإقليمية، وهذا الأمر ينسحب على سعينا الحثيث لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وأعرب نقلي، في كلمته خلال اجتماع المندوبين الدائمين وكبار الموظفين للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية العادية الـ30 في تونس، عن تقديره للأمين العام للجامعة العربية، والمندوبين الدائمين وكافة منسوبي الأمانة العامة على تعاونهم المثمر والبناء مع بلاده خلال رئاستها "قمة القدس العربية" في دورة المجلس الأعلى الـ29، ما كان له أطيب الأثر في إنجاح أعمالها. وأوضح أن "قمة القدس" في دورتها الـ29 شهدت تحديات على صعيد القضايا السياسية على الساحتين العربية والإقليمية والدولية، وعلى صعيد العمل العربي المشترك. وقال السفير نقلي: "تعاملت القمة مع مجمل هذه القضايا بكل مسؤولية وجدية، نبراسنا في ذلك خدمة قضايا الأمة العادلة والمشروعة، وتعزيز العمل العربي المشترك، وبما يحقق أمننا واستقرارنا وازدهارنا، ويخدم الأمن والسلم الدوليين". وأضاف: "تمكنا من تعزيز دور العمل العربي المشترك في العديد من مجالات التعاون، لا سيما الاقتصادي والاجتماعي، مثل اعتماد آليتي التزام الدول قرارات المجلس الاقتصادي والاجتماعي، والآلية الخاصة بمتطلبات الشفافية في إطار منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وغيرها من المنجزات التي لا يتسع المجال لذكرها". وأشار إلى أن السعودية حرصت على الاضطلاع بدورها الإنساني بتقديم العون والمساعدة لرفع المعاناة الإنسانية عن الشعوب العربية، من خلال دعم وكالة "أونروا" لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ودعم اللاجئين السوريين في الدول العربية، ودعم النازحين في العراق، علاوة على الدعم الكبير والمتواصل للأشقاء في اليمن الذي فاق 13 بليون دولار، إلى جانب المساعدات السخية التي تقدمها دول عربية عدة، الرامية إلى التخفيف من المعاناة الإنسانية للشعوب العربية المنكوبة، والسعي إلى توفير حياة كريمة لهم، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها. وبين السفير نقلي أن المبادرة العربية للسلام تهدف إلى إرساء السلام العادل والشامل والدائم، واستعادة الحقوق العربية المشروعة، وإننا نستنكر ونرفض رفضًا قاطعًا أي محاولة للمساس في هذه الحقوق على الأراضي العربية المحتلة كافة في العام 67 بما فيها هضبة الجولان، أو أي محاولة تهدف إلى شرعنه الاحتلال، ونؤكد على أن إعلان الإدارة الأميركية يعد مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي، والقرارات الشرعية ذات الصلة، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967، ورقم 497 لعام 1981. وقال: "على ذات مبدأ السيادة والاستقلال، والأمن والاستقرار، تعاملنا مع الأزمة في سورية في ظل سعينا لتسويتها وفق إعلان جنيف 1، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وفي ليبيا من خلال دعمنا جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص، في ظل الاتفاقات المبرمة بين الأطراف، وكذلك الحال في اليمن، من خلال السعي لحل الأزمة وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216". وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين، أنه "باستعراض خريطة الأزمات التي تمر بها منطقتنا العربية أننا نرى إيران حاضرة وبقوة في تسعير هذه الأزمات، وتعميق المعاناة الإنسانية للشعوب العربية، بلا وازع من دين أو أخلاق أو ضمير، من خلال تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية لعالمنا العربي، بإثارة الفتن المذهبية والطائفية، ودعم الميليشيات المسلحة التي تعمل خارج إطار السلطات الشرعية، والسعي إلى تفتيت الوحدة الوطنية لشعوبنا"، مؤكداً أن السياسات الإيرانية العدوانية لم تقتصر على ذلك، بل امتدت لتشمل دعم الحركات الإرهابية في المنطقة، وتصنيع الصواريخ الباليستية، وهو الأمر الذي من شأنه تهديد الأمن والاستقرار العربي والإقليمي كما يهدد الأمن والسلم الدوليين". وتابع: "في ظل سعينا الدؤوب لحل أزمات منطقتنا العربية؛ فإننا مطالبون اليوم بالوقوف صفاً واحداً أمام هذه التدخلات الإيرانية السافرة في شؤوننا العربية، والتصدي لأي تدخلات تهدف إلى تهديد أمننا واستقرارنا، ضاربة عرض الحائط بكل مبادئ حسن الجوار، وبكل المبادئ والمواثيق والقوانين الدولية التي تنص على حرمة الدول وسياداتها واستقلالها". ونوه السفير نقلي في كلمته، بالنجاح الكبير في هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في سورية، ومن قبله في العراق، وهو الأمر الذي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على أن تضامننا كدول عربية، ووقوفنا صفاً واحداً في محاربة الإرهاب، بأشكاله وصوره كافة، وأياً كان مصدره، أسهم في إنجاح جهودنا المشتركة مع الجهود الدولية للقضاء على إرهاب "داعش" في العراق وسورية، وسنمضي سوياً في هذا التضامن في محاربة الإرهاب، بكل عزم وحزم، حتى يتم اجتثاثه من جذوره في المنطقة والعالم". وأشار إلى أنه مهما تعاظمت جهودنا، تظل التحديات كبيرة، وتظل طموحات قياداتنا وشعوبنا أكبر في التعامل معها بما يرتقي إلى مستوى الآمال والتطلعات، وينسجم في الوقت ذاته مع لغة العصر وأدواته التي باتت تتسم بالسرعة والشفافية في آن. ومضى قائلاً: "من هذا المنطلق؛ فإنه يحدونا الأمل في المضي قدماً في مشروع تطوير الجامعة العربية، وإصلاح منظومتها وهياكلها، وحسم مشروع التطوير خلال الدورة المقبلة، بغية الارتقاء في أداء جامعة الدول العربية وتكريس فعاليتها، وتمكينها من التغلب على التحديات التي تواجه منطقتنا العربية، والدفع للأمام بعجلة التطور والازدهار في أوطاننا". ودعا سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية في ختام كلمته، المندوب الدائم لتونس السفير نجيب المنيف، لاستلام رئاسة اجتماع المندوبين الدائمين، للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للمجلس الأعلى للجامعة في دورته الـ30.

مشاركة :