لم يتوقع عضو هيئة تدريس بجامعة القصيم، المختص في جراحة المخ والأعصاب بمستشفى كولمار بفرنسا الدكتور هاني الجهني، أن تتحول مادة جراحات العمود الفقري والأورام العصبية التي رسب فيها خلال سنته الخامسة في كلية الطب، إلى مهنته التي يمارسها كجراح مخ في أفخم مستشفيات فرنسا. وعن مشواره مع جراحة المخ والأعصاب، تحدث الجهني لـ"العربية.نت"، قائلاً إن رحلته بدأت بعد أن تخرج من الثانوية العامة بمعدل ممتاز، ليلتحق بكلية الطب بجامعة القصيم، وتفوق في دراسته إلى أن رسب في السنة الخامسة بمادة الجهاز العصبي المركزي والمخ والأعصاب وهو تخصصه الآن. وأضاف: "كرهت هذا التخصص، إلى أن تحول الكره إلى عشق، لأكون معيداً في جامعة القصيم كأول معيد والوحيد في هذا التخصص، بعدها تقدمت للزمالة السعودية في مجال المخ والأعصاب، وكان وقتها مطلوب 7 مقاعد، وتم وضعي في الاحتياط، وحين فتح باب الابتعاث لفرنسا، تقدمت للزمالة الفرنسية على الرغم من صعوبة اللغة الفرنسية، ولقلة عدد السعوديين هناك، وبعد فترة تجاوزت عائق اللغة، ورحت أعمل في المستشفى الجامعي في مدينة ستراس بورغ، لكن بعد وفاة البروفيسور المشرف على دراستي، فكرت في العودة للسعودية." وتابع: "إلا أن طبيباً من أصول لبنانية، كان يعمل مديراً في أحد المستشفيات، وكان يحب السعوديين، اتصل بي عارضاً علي العمل، حينها انتقلت للعمل هناك على الرغم من بعد المسافة التي كانت تفصل بين مسكني ومقر العمل، حيث كنت أقضي ساعتين في القطار". هيئة الأطباء الفرنسيين إلى ذلك، أشار إلى أنه: "بعد الانتهاء من البرنامج، كان من المفترض أن أعود للسعودية، إلا أن إدارة المستشفى في فرنسا، تحدثت مع الإدارات المتخصصة والسلطات الفرنسية، لأكون أول طبيب سعودي متخصص ينضم إلى هيئة الأطباء الفرنسيين، والعمل بشكل رسمي كجراح مخ وأعصاب، وهذه السنة الثانية وأنا أعمل بشكل رسمي في مستشفى فرنسي، في مجال هذا التخصص الدقيق بجراحات العمود الفقري والأورام الدماغية والأوعية الدموية الدماغية". إزالة ورم من دماغ مريض واع أما عن أغرب القصص أو الحالات التي صادفته، فقال: "ذات يوم، وجدت مريضا مع عمه من الجزائر، ويحتاج لعملية جراحية لإزالة ورم ضخم في جهة حساسة جداً من الدماغ، وتحديداً في منطقة الكلام والحركة، حينها أخبرته أن هذا المريض يحتاج لنوع معين من العمليات تسمى عمليات الإفاقة، والتي تعتبر من العمليات المتطورة والنادرة في هذا المجال". وتابع: "تم إجراء العملية أثناء يقظة المريض حتى لا تحدث أي مضاعفات، وذلك بعد أن قمت بجمع الأطباء من الجاليات العربية، ليشاركوني في العملية التي نجحت ولله الحمد، وتم إزالة الورم البالغ 9 سم، وإفاقة المريض، وهو قادر على التحدث بعد العملية". واستطرد شارحاً: "هذه العمليات معقدة جداً لأنها تحتاج إلى فريق عمل كامل من الجراحين وأخصائيي نطق وأعصاب وتخدير، وذلك لضمان نجاح العملية". إلى ذلك، أعرب الجهني عن تطلعه للعودة إلى جامعة القصيم، وتدريس الطلاب وإجراء العمليات الجراحية، كما أكد أنه يحلم بإنشاء أكبر مركز متطور لعلاج المخ والأعصاب في السعودية ليكون قبلة للمرضى. وختم حديثه لـ"العربية.نت" قائلاً إنه يتمنى التميز والتطور في هذا المجال ونقل خبراته إلى السعودية بكافة السبل. وأضاف: "في آخر مؤتمر للأورام الدماغية في السعودية، كشف أن نسبة الإصابات في المملكة بلغت ما بين 500 و600 حالة سنوياً، والمنطقة الشرقية هي الأعلى، وهذه النسب لا تعكس الواقع الحقيقي لهروب الكثير من الناس والمرضى من التشخيص وعدم العودة للطبيب، والتخوف من إجراء العملية، وأتوقع بأن النسبة أكثر"
مشاركة :