واشنطن/لندن - سعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس إلى الضغط على منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) لزيادة الانتاج من أجل خفض الأسعار التي قال إنها ترتفع أكثر من اللازم. وسبق لترامب أن هاجم أوبك التي تواصل العمل باتفاق خفض الإنتاج من أجل الحفاظ على استقرار الأسعار في الأسواق، داعيا لزيادة الإنتاج في تصريحات ردت عليها المنظمة بالتأكيد على أن سياستها تستهدف منع وقوع اضطرابات في الأسواق وأن زيادة أو خفض الانتاج تبقى رهينة التطورات في السوق. وتراقب أوبك عن كثب الوضع في الأسواق فيما تجري تقييما دوريا لاتفاق خفض الإنتاج الذي توصلت له في سبتمبر/أيلول 2016 مع منتجين من خارجها أبرزهم روسيا. وعاد الرئيس الأميركي اليوم الخميس ليطالب أوبك مجددا بتعزيز إنتاج النفط من أجل خفض الأسعار. وكتب ترامب على تويتر "من المهم للغاية أن تزيد أوبك تدفق النفط. الأسواق العالمية هشة، وسعر النفط يرتفع أكثر من اللازم. شكرا!" ومباشرة عقب تغريدة ترامب، تراجعت أسعار العقود الآجلة للخام الأميركي بأكثر من دولار إلى 58.33 دولار للبرميل ونزلت عقود برنت أكثر من دولار أيضا إلى أدنى مستوى للجلسة عند 66.76 دولار للبرميل. وارتفعت أسعار النفط الخام هذا العام وسط تخفيضات في المعروض بقيادة أوبك فضلا عن العقوبات الأميركية على فنزويلا وإيران العضوين في المنظمة. وأدى انخفاض الإنتاج إلى شح في مخزونات النفط. لكن المحللين يحذرون من أن أسعار النفط كانت ستصبح أعلى حاليا لو لم يكن التباطؤ الاقتصادي الآخذ بالتفشي والمتوقع أن ينال قريبا من استهلاك الوقود. وتأتي تصريحات ترامب بينما قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن السعودية تجد صعوبة في إقناع روسيا بالبقاء لفترة أطول ضمن اتفاق خفض معروض النفط الذي تقوده أوبك، وإن موسكو قد توافق على تمديد لا يتجاوز الثلاثة أشهر فحسب. وقالت المصادر إن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أبلغ نظيره السعودي خالد الفالح عندما التقيا في باكو هذا الشهر أنه لا يستطيع ضمان تمديد العمل بالاتفاق لنهاية 2019. وقال مصدر مطلع على سياسة النفط الروسية "نوفاك أبلغ الفالح بأنه سيمدد في يونيو/حزيران، لكنه يستطيع القيام بذلك لنهاية سبتمبر/أيلول فقط نظرا لأنه يتعرض لضغط كبير في الداخل لإنهاء التخفيضات." وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجون آخرون غير أعضاء فيها وهو التحالف المعروف باسم "أوبك+" قد اتفقوا في ديسمبر/كانون الأول 2018 على تقليص المعروض النفطي 1.2 مليون برميل يوميا من أول يناير/كانون الثاني لستة أشهر. وقال مصدر في أوبك "بوسعنا التمديد لثلاثة أشهر عندما نجتمع في يونيو/حزيران ثم نرى إذا كنا نحتاج التمديد لما بعد ذلك. حقا لا نعرف في الوقت الحالي وقد لا نعرف حتى الدقيقة الأخيرة قبل أن نجتمع في يونيو/حزيران، إن كان الروس سيبقون." وتشكل تحالف "أوبك+" في 2017. ومنذ انطلاقه، تضاعفت أسعار النفط إلى أكثر من 60 دولارا للبرميل، نتيجة في الأساس لسلسلة تخفيضات في الإنتاج من جانب أعضائه. وإذا انسحبت روسيا من أحدث اتفاق لخفض الإنتاج، فقد تتراجع أسعار النفط. وقال مصدر من أوبك إن السعودية وأعضاء المنظمة الآخرين قد يضطرون للنظر في مواصلة التخفيضات بمفردهم إذا قررت روسيا عدم الاستمرار.
مشاركة :