طرح أحد الشباب سؤالًا تقريريًّا على أصحابه ومتابعيه عبر الموقع الإلكتروني لإحدى وسائل الإعلام العالمية، قائلًا: «كيف فقدتُ 51 كيلوجرامًا من وزني؟». وقد لاقت هذه الكلمات تجاوبًا واسعًا من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة أولئك الذين يعانون السمنة أو زيادة الوزن. الشابّ المصري أحمد شلبي، أراد من سؤاله «كيف فقدتُ 51 كيلوجرامًا من وزني؟»، إلقاء الضوء على تجربته في عملية إنقاص الوزن، قائلًا: وجدت صعوبة في التأقلم مع نمط الحياة خارج مصر؛ فكنت دائمًا ما ألجأ إلى الطعام كمهرب.. وصلت عمر السادسة عشرة بمعدل حركة ونشاط كأني شخص في أواخر عمره، وكانت خمس عشرة دقيقة الوقت الأقصى بالنسبة لي للبقاء على أرضية ملعب كرة القدم، وأي محاولة للبقاء أكثر من ذلك قد تؤدي لانهياري في وسط الملعب من التعب، وحينها سيكون على الجميع حملي لخارجه. وأضاف شلبي: كنت أنظر دائمًا لمن حولي بقلق وارتياب، وأخاف من نظراتهم تجاهي، وأتساءل ما الذي يفكرون به عندما ينظرون إلي؟.. وتدهورت علاقتي بالمرأة.. لا أحب النظر إلى شكلي، وبدأت أشتري العديد من الملابس، لعلي أشتري ما يكفي منها ليصبح بإمكاني الاختفاء فيها.. قررت الانعزال أكثر، وقابلت في عزلتي صديقًا جديدًا ظلّ يرافقني لمدة طويلة، وهو الاكتئاب. مشيرًا إلى أن الذهاب لطبيب نفسي لم يكن اختيارًا متاحًا في البيئة الاجتماعية التي نشأت فيها، فبعضهم كان ينظر للأمر كنوع من العار؛ لذلك كنت عالقًا في دائرة مغلقة. وتابع: بدأت البحث عن مخرج، وقررت الذهاب لبيئة أخرى للعيش فيها.. تركت دراستي الجامعية التي كنت بدأتها في الهندسة وأنهيت منها سنتين في الخليج وذهبت لتركيا لبدء واحد من أحلامي المؤجلة، ألا وهو دراسة السينما وصناعة الأفلام.. في إسطنبول تعرفت على أحد الأشخاص الذين كنت أتابعهم باهتمام لفترة طويلة، وهو المخرج ومنتج الأفلام، البراء أشرف.. تحدثت معه عن اهتمامي بمجال صناعة الأفلام، لكن الصفة الأكبر التي دفعتني للانجذاب نحوه هو أنه كان ضخمًا مثلي، ومن بين كل النصائح الكثيرة التي قالها لي: بص يا شلبي.. لو معنديش ليك غير نصيحة واحدة، فالنصيحة دي متفضلش تخين كدا طول حياتك. وبعد أن أنهيت إجراءات انتقالي لإسطنبول وقبولي في جامعة جديدة لبداية دراستي في صناعة الأفلام، استيقظت في يوم من الأيام وبينما كنت أتصفح حساب فيسبوك، فوجئت بمنشور «البقاء لله.. البراء أشرف مات».. صدمني الخبر كصاعقة.. لم أفهمه.. كيف؟ ومتى؟ وأين؟ عرفت بعد ذلك أن البراء كان قد ذهب لإجراء عملية تكميم معدة، وبعد إجراء العملية، حدثت مضاعفات أدّت إلى وفاته. الكلام لا يزال لأحمد شلبي. الأكل كان المهرب الذي أعود إليه بعد كل مشكلة أمرّ بها، وكنت أجد لدى صديقي القديم راحتي، آكل فأكتئب، أكتئب فآكل.. وصل وزني ١٣٩ كيلوجرامًا، وهذا ما يعادل الوزن المتوسط لدب باندا ضخم، كنت في انتظار أن يخبرني الأطباء في أي وقت أنني مصاب بالسكر أو الضغط.. وأخبروني بالفعل أنه في حالة استمراري بهذا الشكل لا يجب علي أن أتوقع رؤية نفسي في أواخر الخمسينات من عمري. حينها، يتابع شلبي: بدأت في التفكير أن خروجي إلى تركيا وتغيير مجال دراستي لم يكن حلّا. كل هذه كانت تغييرات خارجية، فما فعلته ببساطة هو الهروب من المشكلة الحقيقية بدلًا من مواجهتها.. لقد كنتُ في حاجة إلى التوقف عن الهروب ومواجهة نفسي، لذا بدأت كطفل يخطو خطواته الأولى في الحياة، بدأت بأخذ اختيارات مختلفة في حياتي اليومية: سأحاول المشي. وبدلًا من ركوب المصعد سأستخدم السلالم، سأطبخ طعامي بنفسي في المنزل وأقلل من أكلي خارجه. انقطعتُ تمامًا عن تناول الوجبات السريعة، وبدأت تتحسن كميات أكلي في المنزل، كما بدأت أشعر أن صحتي أصبحت أفضل، ولاحظت اختلافًا في شكلي أمام المرآة، لدرجة أن وزني بدأ في الانخفاض، وعند هذه اللحظة شعرت بتغيير حقيقي.. بالتأكيد لم تسر هذه العملية في خط مستقيم، بالرغم من أنني بدأت بخطوات صغيرة وبسيطة، ولكنها كانت تحتاج لوقت وكانت عملية بطيئة، ومررت بلحظات إخفاق واستسلام، لكن دائمًا ما كنت أقول لنفسي، إن الوزن الذي اكتسبته في ١٧ عامًا لا يجب علي أن أتوقع خسارته في ٧ أسابيع. توقفت عن جلد نفسي في كل مرة أُخفق فيها، لا بأس، سأحاول مرة أخرى. وبعد مرور الوقت أصبحت هذه الاختيارات الصغيرة اليومية المختلفة هي نمط حياتي الطبيعي.. بعد تقليصي لـ٥١ كيلوغرامًا من وزني والانتظام بشكل أكبر في ممارسة الرياضة.
مشاركة :