تعتبر تونس أكثر الدول العربية والمتوسطية تجانسًا؛ إذ يمثل المسلمون السنة 98 % من عدد السكان، والذي يبلغ 11.5 مليون نسمة؛ ما ولّد انتماء وطنيًّا قويًّا لدى التونسيين في غياب النزعات العرقية والطائفية. ولعبت تونس أدوارًا مهمّة في التاريخ القديم منذ عهد الفينيقيين والأمازيغ والقرطاجيين والونداليين والرومان، وقد عرفت باسم مقاطعة أفريكا إبان الحكم الروماني لها، فتحها المسلمون في القرن السابع الميلادي وأسسوا فيها مدينة القيروان سنة 50 هـ لتكون ثاني مدينة إسلامية في شمال إفريقيا بعد الفسطاط. وقعت تونس تحت الاحتلال الفرنسي في عام 1881، ثم حصلت على استقلالها في عام 1956 لتصبح رسميًّا المملكة التونسية في نهاية عهد محمد الأمين باي، حتى قامت الثورة وإعلان الجمهورية التونسية في 25 يوليو 1957، أصبح الحبيب بورقيبة أول رئيس لها. الثورة التونسية بدأت حملة من الاحتجاجات المكثفة من المقاومة المدنية التي نجمت عن ارتفاع معدلات البطالة، والتضخم، والفساد، وعدم وجود حرية التعبير وسوء الأحوال المعيشية، وشكلت وفاة محمد البوعزيزي، البائع المتجول التونسي الذي يبلغ من العمر 26 عامًا، الذي قام بإضرام النار في جسده في 17 ديسمبر 2010؛ احتجاجًا على مصادرة بضاعته والإذلال الذي تعرض له من قبل أحد مسؤولي البلدية، وتحول إلى احتجاجات عنيفة بعد وفاة البوعزيزي في 4 يناير 2011؛ ما أدى في النهاية إلى تنحي الرئيس زين العابدين بن علي في 14 ديسمبر 2011، بعد 23 عامًا في السلطة. وفي أكتوبر 2014 أجريت أول انتخابات تشريعية في تونس، بعد المصادقة على الدستور الجديد، فاز فيها حزب حركة نداء تونس بالمرتبة الأولى،1 يليه حزب حركة النهضة، ثم الاتحاد الوطني الحر، وتلت هذه الانتخابات انتخابات رئاسية تمت على دورتين بين الباجي قائد السبسي رئيس الحكومة الانتقالية بعد الثورة ووزير سابق في عهد الحبيب بورقيبة من جهة ومحمد المنصف المرزوقي حقوقي ورئيس الجمهورية المؤقت الذي تولى تسيير البلاد بعد انتخاب المجلس الوطني التأسيسي، وانتهت الانتخابات الرئاسية بفوز الباجي قائد السبسي بأغلبية الأصوات ولأول مرة في تاريخ الجمهورية التونسية تم تسليم السلطة بطريقة ديمقراطية وسلمية سلسة، وبذلك انتهت المرحلة الانتقالية. الاقتصاد التونسي والاستثمار يُعتبر الاقتصاد التونسي من بين أكثر الاقتصاديات تنافسيّة في إفريقيا والعالم العربي. وتعد تونس أوّل بلد من جنوب المتوسّط يمضي اتفاقيّة شراكة وتبادل حرّ مع الاتحاد الأوروبّي. كما تعد من بين الدول الأعضاء المؤسّسة للمنظمة العالمية للتجارة منذ 1995، وقعت تونس 52 اتفاقيّة لإلغاء الازدواج الضريبي و54 اتفاقيّة ثنائيّة للنهوض بالاستثمارات وحمايتها. ويمنح القانون الجديد للاستثمار في تونس حوافز وامتيازات عدة للمستثمرين؛ ما جعلها منصـّة للاستثمار في قطاع صناعة مكوّنات الطائرات؛ إذ استثمرت في تونس شركات كبرى مثل شركة «آيرباص» ومنصـّة للإنتاج الإقليمي في قطاع صناعة السيارات. وتعد تونس من البلدان الرائدة في قطاع الخدمات المتعلّقة بتطوير البرمجيات والتطبيقات المعلوماتيّة ITO والخدمات المتعلّقة بمعالجة البيانات BPO، ونجحت في استقطاب عديد المؤسّسات المندرجة في ترتيب الـ500 مؤسّسة الأولى في ترتيب المؤسّسات الأمريكية، وإنشاء أقطاب تكنولوجية وبنية تحتيّة ممتازة في مجال تقنيات الإعلام والاتصال. . تونس أرض الحضارات أثرت الثقافة التونسية وحضارة البحر الأبيض المتوسط بموقعها المركزي المتوسطي بين الشرق والغرب وإفريقيا وأوروبا، كانت تونس دائمًا منطقة عبور للأشخاص والأفكار؛ ما جعلها مكان تمازج وتلاقح للحضارات أثر كثيرًا في تكوين شخصيتها. ولم يقتصر هذا الدور على قبول التأثيرات فقط، بل كذلك كمحطة وصل نحو مناطق أخرى في شمال إفريقيا والصحراء الكبرى والأندلس والشرق والجزر المتوسطية مضيفةً في ذلك بعضًا من لمساتها.
مشاركة :