أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أن إسرائيل مستعدة لحملة عسكرية واسعة في غزة في أعقاب التصعيد الأخير ولكن فقط «بعد استنفاد كافة الخيارات الأخرى». ويحاول نتنياهو تجنب الضغوط السياسية في شأن غزة قبل الانتخابات التشريعية المقررة في التاسع من أبريل والتي يواجه فيها تحديا كبيرا من قائد الجيش السابق بيني جانتس. وقال نتنياهو «في الأيام الأخيرة، أصدرت تعليمات لتعزيز القوات وإضافة مركبات عسكرية، وللاستعداد لحملة واسعة»، إلا أنه أشار إلى أن الحرب ستكون الخيار الأخير لإسرائيل. وقال بعد تفقده القوات العسكرية على حدود غزة «يجب أن يعلم جميع الإسرائيليين أنه إذا كانت هناك حاجة إلى حملة واسعة، فسوف ندخلها بقوة وأمان، بعد أن نستنفد كل الاحتمالات الأخرى». وأصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح أمس في غارة شنتها طائرات إسرائيلية على أطراف قطاع غزة، حسبما أفادت مصادر فلسطينية. وذكرت المصادر أن الغارة استهدفت شبانا شرق بلدة جباليا شمال القطاع وأدت إلى إصابة ثلاثة منهم بجروح متوسطة إلى طفيفة. وتأتي الغارة الإسرائيلية وسط مساع مصرية وأممية مكثفة للتوصل لتفاهمات تهدئة تستبق مليونية الأرض والعودة التي دعت لها القوى الفلسطينية. وانتهى اجتماع وفد المخابرات المصرية مع الفصائل الفلسطينية، فجر الخميس، بعد 5 ساعات من المباحثات، حيث غادر الوفد غزة عائداً لإسرائيل ومن ثم إلى غزة لاستكمال المباحثات. وقال مسؤول فلسطيني، إن الوفد المصري اجتمع برئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية قبل أن يلتقي قياديين من الجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديموقراطية لبحث تثبيت التهدئة. وتقوم مصر بدور الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل منذ وقت طويل، وقالت حركة حماس إنها ساهمت بتهدئة الوضع بعد التصعيد الذي حصل مطلع الأسبوع بين الجانبين. وأشار المسؤول إلى «موافقة الفصائل على فرض الهدوء في القطاع، وإبعاد المشاركين بمسيرة العودة المليونية (المتوقعة غداً السبت) مسافة 300 متر عن السياج الفاصل ووقف إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة». وأضاف أنه «تم إبلاغ الفصائل بموافقة إسرائيل المبدئية على إعطاء تسهيلات ضمن تفاهمات التهدئة بزيادة مساحة الصيد لتصل إلى 18 ميلا بحريا بدلا من 12 ميلا، وتشغيل خط الكهرباء رقم 161 بطاقة تصل إلى 120 ميجاواط». وتشمل المفاوضات، بحسب المسؤول، «السماح بإدخال مزيد من البضائع والأموال الإغاثية لغزة وتصدير البضائع إلى الخارج وتوسيع مشروع التشغيل المؤقت الذي تشرف عليه الأمم المتحدة ليشمل أربعين ألف شخص». وشهد قطاع غزة يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين جولة توتر جديدة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل التي شنت سلسلة غارات مستهدفة مواقع حكومية وأخرى للتدريب تتبع لحركة حماس بدعوى الرد على إطلاق صاروخ محلي من القطاع على شمال تل أبيب ما أدى إلى إصابة سبعة إسرائيليين بجروح. وينظم الفلسطينيون في قطاع غزة «مسيرة العودة المليونية» ظهر غد السبت بمناسبة مرور عام على انطلاق التحرك الاحتجاجي قرب الحدود بين القطاع وإسرائيل، وبالتزامن مع ذكرى يوم الأرض. وأكدت مواقع إخبارية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي متخوف جدا من المسيرة المليونية التي ستقام بذكرى يوم الأرض، خاصة فيما يتعلق بإمكانية حدوث حالات اختراق جماعي للشريط الحدود مع القطاع خلال التظاهرات، وهو ما دفع الجيش الإسرائيلي لتعزيز قواته ومدرعاته على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة. يذكر أن تسمية «يوم الأرض» تعود إلى أحداث جرت في 30 مارس 1976، استُشهد فيها 6 فلسطينيين، خلال احتجاجات على مصادرة سلطات الاحتلال مساحات واسعة من الأراضي. وفي الإطار نفسه، شن الجيش الإسرائيلي، فجر أمس حملة دهم وتفتيش في مناطق مختلفة بالضفة الغربية تخللها اعتقال 19 فلسطينيا، وأخطرت قوات الجيش الإسرائيلي بهدم منزل الأسير صالح برغوثي، فيما توغلت جرافات عسكرية إسرائيلية شرق رفح في قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده اعتقلوا 19 فلسطينيا جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد جنود الجيش الإسرائيلي والمستوطنين وإلقاء زجاجات حارقة، فيما وقع قائد القيادة المركزية، اللواء نداف بادان، على أمر بمصادرة وهدم منزل عائلة الشهيد صالح البرغوثي، الذي يتهمه الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية مسلحة مع شقيقه بالقرب من مستوطنة «عوفرا»، والتي أسفرت عن مقتل مستوطنة وإصابة 7 بجروح. كما توغلت عدة آليات عسكرية إسرائيلية، أمس الخميس، لمسافة محدودة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقال شهود عيان، إن أربع جرافات عسكرية ضخمة توغلت لعشرات الأمتار شرق رفح وشرعت بأعمال تسوية وتجريف، وأطلقت قوات الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز صوب الأراضي الزراعية القريبة لإجبار المزارعين على الابتعاد. وأغلقت الشرطة الإسرائيلية محيط ومنطقة باب العامود بمدينة القدس، ومنعت وصول المواطنين من منطقة باب الساهرة وشارع صلاح الدين إلى المنطقة، مرورا بشارع السلطان سليمان. وتعد هذه هي المرة الثالثة على التوالي التي تغلق فيها الشرطة الإسرائيلية المنطقة خاصة في ساعات الصباح، الأمر الذي أعاق حركة المواطنين، وتسبب بتأخير الطلبة والمواطنين عن مدارسهم، ومراكز أعمالهم. واقتحم 56 مستوطنا متطرفا و 20 من الشرطة الإسرائيلية، أمس الخميس، باحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة. واعتقلت قوات الشرطة الإسرائيلية، الحارس عصام نجيب، بسبب فتحه لمصلى «باب الرحمة»، وتم نقله إلى أحد مراكز الشرطة الإسرائيلية في البلدة القديمة بمدينة القدس.
مشاركة :