أكد الإذاعي الكبير عمر بطيشة، أن مسلسل «أهو دا اللي صار» إخراج حاتم علي وتأليف عبدالرحيم كمال وبطولة روبي وسوسن بدر ومحمد فراج وأحمد داود، هو واحد من أفضل الأعمال التي شاهدها منذ أيام مسلسلات الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة.وتابع بطيشة قائلا: «كنت أتابع المسلسل بشغف لما يضمه من تاريخ مصر الحديثة مغلفا برومانسية وشفافية جميلة ولكن صدمت في بعض حلقاته بوجود تجاوزات تاريخية، مشيرا إلى أنه في الحلقة رقم ٢٨ فوجئت بأخطاء ساذجة خاصة بحرب أكتوبر ٧٣، حيث كان فالمشهد كالتالي: «الأسرة مجتمعة والراديو مفتوح وفجأة أذاعوا أغنية العبور التي أنتجت بعد العبور بيوم وهي «بسم الله الله اكبر بسم الله من أداء المجموعة، ثم توالت المشاهد بالحلقة وأذاعوا بيان العبور بصوت الإذاعي حلمي البلك وهذان خطآن وقع فيهما المؤلف والمخرج كانا يجب ألا يقعا فيهما.وأضاف أن أغاني العبور بالمنطق والعقل لم تنتج إلا بعد الحرب وليس قبله، فالعبور كان سريا جدا لمفاجأة العدو ولا أحد يعرف ذلك، وبالتالي لم تكن هناك أغان تم إعدادها لهذه المناسبة بل تم إنتاج أغاني العبور في اليوم التالي، حيث قام الإذاعي القدير محمد محمود شعبان رئيس الإذاعة وقتها بجمع الملحنين والمطربين والمؤلفين بمساعدة وجدي الحكيم، وأصدر تكليفا بإعداد الأغاني الوطنية المناسبة للتعبير عن هذا الحدث العظيم وبدأت الاجتماعات والتسجيل في استديو ٤٦ بالدور السابع بالإذاعة وتم إنتاج أغنية «علي الربابة» لوردة، و«بسم الله الله أكبر»، وبعدها بيومين أنتجت أغنية «عبرنا الهزيمة» لشادية و«صبرنا وعبرنا» و«ع الشط التاني» لنجاة وكل أغاني العبور اللي أنتجت كانت بعد إعلان العبور.واستكمل بطيشة حديثه قائلا: «أما الخطأ الثاني فكان إذاعة بيان العبور بصوت حلمي البلك والحقيقة أول بيان للعبور كان الساعة ٢ وثلاث دقائق ظهر يوم ١٠ رمضان و٦ أكتوبر ٧٣، وجاء بصوت الإذاعي القدير صبري سلامة وهذه شهادة للحق والتاريخ وكنت شاهدا عليها لوجودي في ذلك الوقت داخل الاستديو ورأيت صبري سلامة أتي من عند الدكتور عبدالقادر حاتم وزير الإعلام وفي يده النشرة وأشار لنا بالجلوس قائلا: «هتسمعوا بيان تاريخي وقرأ سلامة بيان العبور وعلمنا منه أن الدكتور عبدالقادر أرسل إليه بالدور التاسع وقال له ستقرأ بيانا تاريخيا وطلب منه قرأته أمامه أولا وأن يقرأ الفاتحة قبل البيان ليهدأ نفسيا لذلك نجده حينما نطق في البداية قال «بسم الله الرحمن الرحيم وبالفعل تناوب على قراءة هذا البيان بعد صبري سلامة، حلمي البلك، وعبدالوهاب محمود، وميرفت رجب، لكن بيان العبور الأول كان بصوت صبري سلامة والتسجيل موجود بصوته.وأضاف بطيشة أنه كان على مخرج العمل إذاعة مارشات عسكرية فهي التي سبقت بالفعل في تلك الفترة بيان العبور.وأوضح بطيشة أن هناك تجاوزا آخر للعمل، ففى إحدى حلقاته أظهر «ريا وسكينة المعروف قضيتهما بالقتل والإجرام، وتم تحويلهما إلى أبطال وطنيين وكانتا تقتلان داخل أحداث العمل السيدات المتعاونات مع الاحتلال وهذه مخالفة وتحريف غريب ليس له أصل في التاريخ ومعلومة ليست لها مصادر فلا يجب أن يتطوع المؤلف أو المخرج بمعلومة مجانية في قضية معروف فيها أن ريا وسكينة كانتا مجرمتين.وأشار بطيشة الهدف من رصده لتلك التجاوزات ليس للتقليل من شأن العمل بل لتصحيح المعلومات، فالمشاهد أصبح يتعرف من الدراما على تاريخ مصر ويجب عدم التزام الصمت فى حالة وجود معلومة خاطئة ولابد من تصحيحها.
مشاركة :