بعد 20 عامًا من المواجهة بينهما في نهائي دوري أبطال أفريقيا، سيلتقي فريقا الترجي التونسي والرجاء البيضاوي المغربي غدًا الجمعة، للمنافسة على لقب جديد؛ حيث يصطدمان على لقب كأس السوبر بالقارة الإفريقيةوللمرة الأولى في تاريخ البطولة، ستقام مباراة السوبر الإفريقي خارج حدود القارة؛ حيث يستضيفها ملعب ثاني بن جاسم بنادي الغرافة في العاصمة القطرية الدوحة. وعلى مدار 26 بطولة سابقة، أحرز كل من الترجي والرجاء اللقب مرة واحدة فقط، لتكون مباراة الغد فرصة أمام كليهما للبحث عن لقبه الثاني في نسخة تاريخية من كأس السوبر الإفريقي بصفتها الأولى التي تقام خارج حدود القارة. وكان الترجي أحرز لقبه الوحيد في البطولة عام 1995، بينما توج الرجاء بلقبه الوحيد في عام 2000 بعد شهور قليلة من فوزه على الترجي بركلات الترجيح في نهائي دوري أبطال أفريقيا. ويخوض الترجي مباراة كأس السوبر الإفريقي للمرة الرابعة في تاريخه بعدما سبق له أن خسر المباراة في عامي 1999 و2012، بينما يخوض الرجاء المباراة للمرة الثالثة في تاريخه بعدما خسرها في 1998. وهذه هي المرة الثالثة في تاريخ المباراة التي تشهد مواجهة تونسية- مغربية على لقب السوبر؛ حيث فاز النجم الساحلي التونسي باللقب في 1998 بالتغلب على الرجاء البيضاوي المغربي بركلات الترجيح بعد التعادل 2 / 2، بينما فاز المغرب الفاسي على الترجي التونسي بركلات الترجيح بعد التعادل 1 / 1 في 2012. وبهذا، تذوّق كلا الفريقين المتباريين طعم الخسارة في السوبر على يد فريق من بلد منافسه، ما يعني أن مباراة الغد ستكون بمثابة مواجهة ثأرية لكليهما. وعلى الرغم من إقامتها خارج حدود القارة الإفريقية، ينتظر أن تجذب المباراة حضورًا جماهيريًا كبيرًا على استاد الغرافة، علمًا بأن اللجنة المنظمة للمباراة حددت الحضور الجماهيري بعشرين ألف مشجع للفريقين. وينتظر أن تحتشد جماهير هائلة في مدرجات استاد الغرافة؛ نظرًا لكبر حجم الجاليتين التونسية والمغربية في الدوحة اللتين ستحرصان على حضور المباراة التي ينتظر أن تكون «ديربي» شمال أفريقي مثيرًا. وتتباين ظروف الفريقين بشكل كبير قبل مباراة الغد، حيث يسير الترجي بشكل رائع في الدوري التونسي خلال الفترة الحالية بينما يعاني الرجاء من تراجع مستواه. ويتصدر الترجي، الذي يخوض اللقاء بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أفريقيا في 2018 على حساب الأهلي المصري، جدول مسابقة الدوري التونسي برصيد 40 نقطة من 17 مباراة بفارق ست نقاط أمام الصفاقسي صاحب المركز الثاني، علمًا بأن الفريق مني بهزيمة واحدة فقط في المسابقة هذا الموسم وكانت في المراحل الأولى من المسابقة، بينما سافر الفريق إلى الدوحة بعدما حقق فوزًا ثمينًا في آخر مباراة خاضها بالمسابقة حيث تغلب على منافسه المباشر الصفاقسي. في المقابل، يحتل الرجاء المركز الثالث في جدول الدوري المغربي برصيد 31 نقطة بفارق 17 نقطة عن جاره الوداد متصدر جدول المسابقة. وعانى الفريق من اهتزاز المستوى في الفترة الماضية، حيث خسر مباراتين متتاليتين أمام الجيش الملكي وأولمبيك خريبكه، لكنه استعاد بعضًا من توازنه مؤخرًا بالفوز على نهضة بركان قبل السفر إلى الدوحة. ويخوض كلا الفريقين المواجهة بصفوف شبه مكتملة، ما يضاعف من حماس كل منهما ورغبته في الفوز باللقب. وسافر الترجي إلى الدوحة ببعثة تضم 30 لاعبًا؛ حيث تخلف عن السفر مع الفريق اللاعب ماهر بالصغير للإصابة، في وقت يبدو الصراع على أشده بين اللاعبين على نيل فرصة للمشاركة في المباراة. وتشتعل المنافسة في حراسة المرمى بين رامي الجريدي والمعز بن شريفية، بينما يرجح أن تضم تشكيلة الفريق كلًا من أيمن بن محمد وسامح الدربالي وخليل شمام وشمس الدين الذوادي في الدفاع، وفرانك كوم وغيلان الشعلالي وسعد بقير (فوسيني كوليبالي) في الوسط، وأنيس البدري ويوسف البلايلي وطه ياسين الخنيسي في الهجوم. في المقابل، فرض الرجاء بقيادة مديره الفني الفرنسي باتريس كارتيرون، سياجًا من السرية حول تدريبات الفريق منذ وصوله إلى الدوحة. ويتوقع المتابعون أن يحضر كارتيرون مفاجأة للترجي لا سيما وأن المدرب الفرنسي يسعى للثأر من الفريق التونسي الذي أطاح به من تدريب الأهلي المصري، بعدما فاز الفريق على الأهلي في نهائي دوري الأبطال الأفريقي الموسم الماضي. وإلى جانب الرغبة في إضافة لقب جديد إلى سجل بطولات الفريقين، يمتلك الفريقان دوافع إضافية للمنافسة بقوة في مباراة الغد. ويسعى الترجي إلى التتويج لتأكيد زعامته على القارة الأفريقية بعد شهور قليلة من فوزه بلقب دوري الأبطال، كما يتطلع الفريق إلى انتزاع لقب يدعم به معنوياته وثقة لاعبيه بأنفسهم قبل يومين من مواجهة البنزرتي التونسي على الملعب نفسه وذلك في مباراة السوبر التونسي. في المقابل، تبدو مباراة الغد بمثابة طوق النجاة لفريق الرجاء ومدربه الفرنسي كارتيرون، بعدما ابتعد الفريق كثيرًا عن صراع الفوز باللقب في الدوري المغربي من ناحية، وودع بطولة كأس زايد للأندية العربية والكونفدرالية، علمًا بأنه خاض الأخيرة للدفاع عن لقبه فيها. الجدير بالذكر أن التاريخ يقف في صف الترجي؛ حيث توج الفائزون بلقب دوري الأبطال بلقب السوبر الأفريقي 23 مرة في 26 نسخة سابقة لهذه المباراة، مقابل مرتين من نصيب الفائز بلقب بطولة كأس الأندية الأفريقية أبطال الكؤوس (التي ألغيت قبل سنوات)، ولقب واحد فقط للفريق الفائز بالكونفدرالية.
مشاركة :