خاض الشيخ محمد أبو زهرة، مجدد القرن العشرين الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الجمعة، الكثير من المعارك الفكرية، فسر القرآن الكريم تفسيرًا لاقى استحسان القراء والمثقفين، نال شهرة واسعة حتى اعتبر من أبرز علماء الدين المجددين في زمنه، درس الحقوق والشريعة الإسلامية وألف فيهما، عُرف بآرائه الجريئة، ونقده لأغلب قضايا عصره، سياسية كانت أو علمية أو اجتماعية، درس لتلاميذ أصبحوا يمثلون مدارس فكرية في واقعنا المعاصر.ولد الشيخ أبوزهرة، فى مدينة صغيرة بالمحلة الكبرى فى 29 مارس 1898، والتحق بالكتاب والمدرسة الأولية، وحفظ القرآن والتحق بالجامع الأحمدى فى عام 1913، وبعدها بـ3 سنوات التحق بمدرسة القضاء الشرعى، والتى تعد تجسيدا لمشروع محمد عبده فى إصلاح الأزهر والتعليم، وبعد أن تخرج فيها، عمل بالمحاماة، ثم التحق بدار العلوم وتخرج فيها عام 1927، وعين مدرسًا للشريعة واللغة العربية بتجهيزية دار العلوم.وعمل بالتدريس فى كلية أصول الدين، فى نفس الوقت الذى كان يقوم فيه بالتدريس فى كلية الحقوق من سنة 1934 حتى 1942 وأحيل إلى المعاش فى 1958 بعدما صار رئيسًا لقسم الشريعة، وشارك فى إنشاء معهد الدراسات الإسلامية، وقام بتدريس الشريعة الإسلامية فى كلية المعاملات والإدارة بجامعة الأزهر بين عامى 1963 و1964.دخل في كثير من المعارك الفكرية أبرزها قضية حد الرجم، وكان يرى أن العقل هو الميزان الذى تنضبط به الأحكام على أن يكون الاجتهاد وإعمال العقل لصالح المسلمين، كما نادى بفتح باب الاجتهاد على مصراعيه أمام العلماء الراسخين، وهو الحق الذي كفله الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين، والذى يظهر فى إقرار الرسول للعديد من المواقف التى استدعت الاجتهاد.عاش الشيخ أبوزهرة، زاهدًا في الدنيا، مجددًا وتنويريًا، جريئًا فى الرأى، حتى توفي في 11 إبريل 1974 تاركًا خلفه إرثًا ثقافيًا وفكريًا بلغ 80 كتابًا كان منها "زهرة التفاسير" و"المعجزة الكبرى" وآخرها "خاتم النبيين".
مشاركة :